رحلة فريق الرجاء البيضاوي إلى الكويت كانت متعبة بدنيا ونفسيا، حيث عانى الوفد الرجاوي من عياء جسماني، وإرهاق ذهني على اعتبار أن الرحلة لم تكن مباشرة، بل نظمت عبر مرحلتين، الأولى إلى دبي ودامت حوالي سبع ساعات، والثانية من الإمارات إلى الكويت ومساحتها الزمنية فاقت الساعة ببعض الدقائق، وبين الرحلتين عاش الوفد الرجاوي معاناة مع الانتظار دام ثلاث ساعات داخل بهو مطار دبي الدولي لتهييء تأشيرة المغادرة. ثلاث ساعات على الأكثر هي المدة الزمنية التي خلد فيها لاعبو الرجاء إلى النوم، ليستعدوا إلى رحلة جديدة قادتهم من دبي إلى الكويت، وازدادت معاناة العناصر الرجاوية عندما دخلوا الفندق الذي حجزه المسؤولون عن الفريق العربي الكويتي، وهو فندق لا يستجيب لمتطلبات فريق محترف من حجم الرجاء المقبل على خوض ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد العربي، حيث تنعدم فيه شروط الراحة المطلوبة، ولسنا ندري ما إذا كان مسؤولو الفريق الخصم تعمدوا هذه «الخطة» لاستفزاز الوفد المغربي، واللعب على أعصاب اللاعبين والطاقم التقني، أم أن الأمر عادي بالنسبة للمضيفين الذين قرروا تحمل مصاريف الفريق البيضاوي على أن يتحمل هذا الأخير مصاريف الوفد الكويتي خلال محطة العودة. اللاعبون سئموا الانتظار، وعبروا من خلال حركات بعضهم عن غضبهم، باعتبارها تخلخل توازنهم الذهني، وتقلل من تركيزهم، ذلك أن رئيس الوفد الحاج دحنان، والمدير الإداري سعيد بوزرواطة، والطاقم التقني بقيادة المدرب امحمد فاخر، وطبيب الفريق مصطفى البهليوي، كل هؤلاء انخرطوا في البحث عن فندق بديل بمواصفات توفر الراحة للاعبين، وساعدهم في ذلك اللاعب عبد المجيد الجيلاني باعتباره لاعبا سابقا في صفوف فريق العربي الكويتي، قضى معه موسما كاملا، ومدة احترافه هاته خولت له ربط علاقات مع بعض المشرفين على الفنادق، وبالفعل غادر الوفد الرجاوي الفندق الذي حجزه المسؤولون الكويتيون، في اتجاه فندق من خمس نجوم، لكن المشكل هو أن السيولة المالية الكافية غير متوفرة لدى رئيس الوفد، فاضطر المنخرط مصطفى لفيف، الذي اعتاد مرافقة الفريق الأخضر أينما حل وارتحل، إلى تحمل مصاريف الفندق وذلك بمبلغ خمسة آلاف دولار، وأضاف رئيس الوفد ألف وثلاثمائة أورو، فيما دفعت إدارة الرجاء ثلاثة آلاف دولار، ليصل المجموع إلى عشرة آلاف دولار، وهو مبلغ الإيواء لليلة واحدة فقط لوفد مكون من 38 فردا. ويمكن القول بأن لاعبي الرجاء عاشوا معاناة خاصة لمدة ثلاثين ساعة. قبل أن يتسلموا مفاتيح الغرف، ويلتحقوا مباشرة بملعب الصداقة والسلام لإجراء حصة تدريبية لإزالة العياء، التي انطلقت في الثامنة مساء ودامت زهاء ساعة واحدة. وعن هذه الحصة أكد المدرب فاخر «برنامج هذا التدريب ركز على مداعبة اللاعبين للكرة في مجموعات في أجواء ترفيهية، كي يتحرر اللاعبون من كل الضغوطات التي مورست عليهم بسبب التأخر والانتظار بالفندق والمطار. وأضاف فاخر «مثل هذه الرحلات تستوجب انتداب ممثل عن الفريق يسافر قبل الوفد لإجراء الترتيبات الضرورية تلافيا للوقوف في مثل هذه السيناريوهات التي تزعزع نفسية اللاعبين، وجعلهم يعيشون حالة من اللااستقرار النفسي». رئيس الرجاء محمد بودريقة اتصل هاتفيا بالمنخرط مصطفى لفيف، وشكره على المبادرة التي قام بها، ووعده بتوفير السيولة المالية في اليوم الموالي لتجاوز المشاكل المادي، وخلق الأجواء المشجعة، والمحفزة على صنع الإيجابي بالكويت. لكن وبعد أن زار مسؤولو الفريق الكويتي فريق الرجاء صباح أمس الأحد، حرصوا من جديد على أن يؤدي الفريق المضيف مصاريف الفندق، لتنتهي بذلك كل المشاكل المالية الناجمة عن تغيير الفندق. تجدر الإشارة إلى أن فريق الرجاء البيضاوي سينازل العربي الكويتي مساء غد الثلاثاء بداية من الساعة الثامنة مساء، ويعش الفريق الخصم، الذي يشرف على تدريبه المدرب السابق للرجاء خوسيه روماو بمساعدة رضوان حجري علي إيقاع المشاكل بسبب النتائج السلبية الأخيرة على المستوى المحلي .