قررت السلطات الفرنسية في مدينة تولوز تكريم ضحايا العملية الإرهابية التي نفذها محمد مراح، بتنظيم سلسلة من اللقاءات والزيارات والتدشينات التي تؤكد أن ذكرى الضحايا ستظل خالدة. وكانت بداية هذه الاحتفاءات أمس الإثنين عندما قام عمدة مدينة تولوز، برعاية من وزير الداخلية الفرنسي، جون إيف لودريان، بتدشين نصب تذكاري يحمل اسم ضابط الصف، المظلي «عماد بن زياتن» المغربي الأصل والذي ينتمي للجيش الفرنسي. ولقد عرف الحفل، الذي احتضنته إحدى القاعات الرياضية في المدينة، حضور والدي الراحل إلى جانب جمع كبير من المتابعين ووسائل الإعلام. وليس هذا هو التكريم الأول الذي تقيمه السلطات الفرنسية لضحايا محمد مراح، بل سبق للرئيس الفرنسي أن حضر داخل المحكمة في تكريم وطني لضحايا العملية الإرهابية. وعندما كانت لطيفة، والدة عماد بن زياتن تقف إلى جانب الرئيس الفرنسي متماسكة ولم تذرف أي دمعة، بل ربطت جشأها وتكلمت بعبارات واثقة مفعمة بالأمل وممسكة بين يديها قبعة ابنها العسكرية وهي تقول: «ابني فخور بخدمة بلده». وإعجابا منها بهذه السيدة، ربطت مجموعة من الجمعيات الفرنسية الاتصال بابنة تطوان لاحتضانها ودعوتها للانضمام إليها. ولم تمض مدة طويلة حتى أسست لطيفة جمعية تحمل اسم «جمعية عماد بن زياتن للشباب والسلام»، وقالت متحدثة عن الهدف من وراء هاته الخطوة إن الجمعية تسعى للوقوف في صف «الآخرين» الذين لم يحظوا بالحب ولا بالتأطير المطلوب، وبالتالي «أخطأوا الطريق»، وقالت: «أريد شيائا يجعل ابني يظل معنا على الدوام، وألا يطاله النسيان، أريد أن أراه يكبر معنا».