كان لخبر مقتل الابن برصاصات غادرة وقع الصاعقة على لطيفة بن زياتن، لكن عندما وقفت أمام الرئيس الفرنسي داخل المحكمة في تكريم وطني لضحايا العملية الإرهابية التي ارتكبها محمد مراح، لم تذرف الأم المكلومة أي دمعة، بل ربطت جشأها وتكلمت بعبارات واثقة مفعمة بالأمل وممسكة بين يديها قبعة ابنها العسكرية وهي تقول: «ابني فخور بخدمة بلده». وإعجابا منها بهذه السيدة، ربطت مجموعة من الجمعيات الفرنسية الاتصال بابنة تطوان لاحتضانها ودعوتها للانضمام إليها، غير أن رد لطيفة كان مفاجئا: «بطبيعة الحال سأقوم بعدة أشياء رفقة تلك الجمعيات. لكننا لا نحمل نفس القضية. فهي تسعى للوقوف إلى جانب أشخاص يبكون، أما أنا فقد بكيت كثيرا، وهذا يكفي، أريد أن أسير إلى الأمام.» ولم تمض مدة طويلة حتى أسست لطيفة جمعية تحمل اسم «جمعية عماد بن زياتن للشباب والسلام»، وقالت متحدثة عن الهدف من وراء هاته الخطوة إن الجمعية تسعى للوقوف في صف «الآخرين» الذين لم يحظوا بالحب ولا بالتأطير المطلوب، وبالتالي «أخطأوا الطريق»، وقالت: «أريد شيائا يجعل ابني يظل معنا على الدوام، وألا يطاله النسيان، أريد أن أراه يكبر معنا».