رفضت أسرة المظلي الفرنسي، من أصل مغربي عماد بن زياتن التعويض الذي اقترحته وزارة الدفاع في إطار ما يسمى بالتعويض عن الضرر المعنوي الذي لحق بالأسرة إثر مقتل ابنها على يد الجزائري محمد مراح في مدينة تولوز. ووجهت الأسرة نداء إلى الرئيس الفرنسي الجديد، فرانسوا هولاند، من أجل اعتراف الدولة الفرنسية بابنها كمجند «مات من أجل فرنسا». وقالت الأم لطيفة بن زياتن، إثر استقبالها يوم الجمعة داخل وزارة الدفاع الفرنسية، إن الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي كان قد وعد بتحمل تكاليف دفن ابنها في المغرب، «لكن لا شيء من ذلك تحقق، سوى دفع ثمن تذاكر الطائرة بالنسبة للأقارب. والواقع أن ملك المغرب هو الذي تكفل بكل شيء.» وأكدت لطيفة، في تصريح لوسائل الإعلام الفرنسية، أن الدولة الفرنسية ما تزال متمسكة برفضها الاعتراف بأن ابنها مات من أجل فرنسا، وترفض أيضا منحه وسام الشرف، الذي عادة ما يُمنح للأشخاص الذين ماتوا من أجل البلد. وحسب الأسرة المغربية، فإن تقارير المحققين أشارت إلى أن الجزائري محمد مراح خاطب عماد قبل قتله بالقول: «أنت عسكري. أليس كذلك؟» فأجابه عماد: «أجل، أنا عسكري.» وكان رد محمد مراح: «أنت تقتل إخوتي، وسأقتلك».وتعتمد أسرة عماد على ما ورد في التحقيقات من أجل التأكيد على أن ابنها قتل بصفته عسكريا.وفي نفس القضية، تقدم والد الجزائري محمد مراح يوم الإثنين الماضي بباريس بشكاية ضد مجهول تستهدف جهاز الشرطة الذي أصدر الأمر بشن الهجوم الذي قتل فيه ابنه. وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، فإن المحامية ايزابيل كوتان بير التي تعمل مع زاهية مختاري المحامية الجزائرية لوالد محمد مراح، فإن هذه الشكاية «تستهدف في الواقع الذين أصدروا الأوامر في قيادة الشرطة الوطنية»، مضيفة بالقول: «ثمة ما بين 300 و400 شخص مدججين بالسلاح وشخص واحد محتجز في شقته. هذا وحده يكفي لطرح تساؤلات».وكان محمد مراح (23 سنة) قد قتل في 22 مارس الماضي خلال هجوم للشرطة على شقته في تولوز بعد أن حاصرتها لمدة 32 ساعة. وفي 11 و15 و19 من نفس الشهر قتل محمد مراح سبعة اشخاص: ثلاثة جنود مظليين، وثلاثة تلاميذ ومعلم يدينون باليهودية في تولوز ومونتوبان، جنوب غرب فرنسا.