حين قررت الحكومة الفرنسية في أواخر شهر نونبر الماضي أن تضفي على ضابط الصف، المظلي عماد ابن زياتن، الضحية الأولى للسفاح محمد مراح بمدينة تولوز، وكذا زملائه محمد الجواد وأبيل شنوف صفة «متوفى في خدمة الأمة»، أحست الوالدة لطيفة ابن زياتن بنصف فرحة فقط. مع بداية السنة الحالية تكتمل فرحة أسر ضحايا الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح، الذي أرعب فرنسا بكاملها بعد سلسة اغتيالاته لأبرياء مسلمين ويهود، بعدما منحت الحكومة الفرنسية وسام جوقة الشرف من درجة فارس لعماد وكذا محمد وأبيل. إن الوسام، الذي منحته الحكومة الفرنسية للفارس عماد، هو اعتراف بمجهود والدته لطيفة ووالده أحمد ولأسرته، وكذا لآباء زملائه محمد وأبيل نتيجة لنضالهم المستمر من أجل أن تعترف الجمهورية الفرنسية بأنهم «شهداء الأمة». لقد كان نضال أسرة عماد ليس من أجل الحصول على تعويض مادي، بل من أجل الاعتراف الرمزي و المستمر به وبزملائه، الأمر الذي اضطر الحكومة أن تجعل من «الموت من أجل الأمة» في حالة عدم الحرب، حين يتعلق الأمر بمسألة اعتداء إرهابي «استثناء». هكذا، كان تعديل الوزير الأول الفرنسي، جان مارك آيرو لظهير وسام جوقة الشرف في 19 من دجنبر من السنة الماضية مدخلا للاعتراف بعماد، محمد وأبيل بعد مماتهم وتكريم لأسر ضحايا «الذئب» الفرنسي من أصل جزائري، محمد مراح.