يفاجأ الموت أسرة بن زياتن فيختطف «التطرف الديني» منها ابنها عماد، الذي قضى بسسب رصاصة «الذئب» محمد مراح بمدينة مونتوبان بجنوب فرنسا التي أريدها آمنة كما في البال دائما. يموت عماد، المظلي، الذي افتقدته فرنسا كما المغرب، فتولد امرأة لم يخبرها الفرنسيون من قبل إلا كواحدة من أبناء الجالية المغربية في فرنسا جدت واجتهدت في تربية أبنائها على حب الوطن والآخر. فقد اكتشف العالم سيدة تطوانية التي بالرغم من مقتل ابنها برصاصات غادرة كان لها وقع الصاعقة عليها تمتلك من الشجاعة ورباطة الجأش ما جعلها تتحول من ربة بيت لا تخالط الناس إلا لماما إلى شخصية عمومية تتحدث بعبارات واثقة ومفعمة بالأمل كلما التقت الشباب للحديث عن الارهاب وضحاياه. نالت حمامة تطوان إعجاب الجميع لنضالها المستمر من أجل أن تعترف فرنسا بأن عماد، الذي تمسك بين يديها بقبعته العسكرية بأنه «مات من أجل الأمة»، فكان نضالها رمزيا من أجل الاعتراف المستمر بعماد وليس من أجل الحصول على تعويض مادي. تمكنت من الخروج علنا لتحدثت رفقة الأبناء والبنات والأب أمام الجميع، شخصيات فرنسية ودولية، وتحاور الشباب في كل المدن الفرنسية بعدما أسست «جمعية عماد بن زياتن للشباب والسلام» لأنها ببساطة، كما قالت: «أريد شيئا يجعل ابني يظل معنا على الدوام، وأن لا يطاله النسيان، أريد أن أراه كبير معنا». أكيد، يمكن أن تتحول حرقة فراق الأبن بسسب الموت إلى فسحة أمل من أجل الحياة. ويحول الأم، لطيفة إلى حمامة سلم وسيدة سلام لهذا العام.