تراجعت خصوبة المرأة المغربية إلى النصف مقارنة مع سنوات الثمانينيات، فقد انخفض معدل الخصوبة من 4,5 طفل لكل امرأة في سنة 1987 إلى 2,2 طفل في سنة 2010. وقد كان هذا الانخفاض أقوى في الوسط القروي، حيث تراجع معدل الخصوبة من 5,8 طفل إلى 2,7 طفل (مقابل 2,8 إلى 1,8 بالوسط الحضري) خلال نفس الفترة. وعزا تقرير أعدته المندوبية السامية للتخطيط، تراجع الخصوبة إلى الارتفاع الذي سجله السن عند الزواج الأول لدى النساء. فقد تراجعت نسبة المتزوجات البالغات من العمر 15 إلى 19 سنة من 20% سنة 1982 إلى 9% سنة 2010. أما بالنسبة للواتي تتراوح أعمارهن من 20 إلى 24 سنة، فقد تراجعت نسبة المتزوجات في صفوفهن من حوالي 60% إلى 38%. وبصفة عامة، ارتفع متوسط عمر المرأة عند الزواج الأول من 22,2 سنة إلى 26,6 سنة خلال نفس الفترة. وأكد التقرير أن النساء المغربيات يعشن مدة أطول مقارنة مع الرجال، حيث أن عمرهن المتوقع عند الولادة في سنة 2010 يبلغ حوالي 76 سنة (مقابل 66,4 سنة 1987)، أي ب 1,8 سنة أكثر من الرجال. ويعزى ذلك إلى تحسن ظروف المعيشة الذي يتجلى في انخفاض معدل الوفيات، خصوصا وفيات الرضع، وكذا التراجع المتواصل للخصوبة. وأضاف التقرير، الذي أعد بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة، أن عدد المغربيات وصل إلى 16,5 مليون نسمة سنة 2012، وبذلك تشكل النساء أكثر من نصف سكان المغرب (50,9%). وإذا كانت نسبة الإناث ضمن فئة السكان الأقل من 15 سنة تشكل ما يقرب من النصف (48,9%) ، فإن هذه النسبة ترتفع لتصل إلى 52,9% ضمن الفئة العمرية 60 سنة وأكثر. وعلى الرغم مما تحقق على مستوى التمدرس بين الاناث، حيث ارتفع معدله لدى الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن من 6 سنوات إلى 11 سنة بالوسط القروي من 70% إلى 92%، فإن تقرير أحمد الحليمي يؤكد أن وضع المرأة لا يزال هشا. فعلاوة على الأمية، فإن الولوج إلى سوق الشغل لا يزال محدودا حيث لا تشكل النساء إلا ما يزيد قليلا عن ربع السكان النشطين. كما أن معدل البطالة لديهن يفوق مثيله لدى الرجال (9,9% مقابل 8,7% في 2012). ومن جهة أخرى نجد أن طول عمر النساء مقارنة بالرجال، بالإضافة إلى فارق السن عند الزواج بينهم، يؤدي بهن أحيانا إلى العيش وحيدات في سن متقدمة، والتكفل برعاية أسرهن. ففي سنة 2011، شكلت النساء ربات الأسر خمس أرباب الأسر، مقابل 15% في سنة 1994. ويوجد من بينهن حوالي 22% تعشن لوحدهن، و 54% أرامل و74% غير نشيطات.