يشكّل النساء أكثر من نصف سكان المغرب (50,9٪)، وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عددهن إلى حدود سنة 2012 وصل إلى 16,5 مليون نسمة، وإذا كانت نسبة الإناث ضمن فئة السكان الأقل من 15 سنة تشكّل ما يقرب من النصف (48,9٪)، فإن هذه النسبة ترتفع لتصل إلى 52,9٪ ضمن الفئة العمرية 60 سنة وأكثر. ففي تقرير صدر أمس عن المندوبية السامية للتخطيط، أبرز أن النساء يعشن مدة أطول مقارنة مع الرجال، موضحاً أن عمرهن المتوقع عند الولادة في سنة 2010 يبلغ حوالي 76 سنة (مقابل 66,4 سنة 1987)، أي ب1,8 سنة أكثر من الرجال. ويعزى ذلك - حسب ذات المصدر - إلى تحسّن ظروف المعيشة الذي يتجلى في انخفاض معدل الوفيات، خصوصاً وفيات الرضع، وكذا التراجع المتواصل للخصوبة. وأشار تقرير المندوبية إلى انخفاض معدل وفيات الرضع من 70% إلى 27% لدى الإناث ومن 81% إلى 33% لدى الذكور خلال الفترة 1987-2010. أما بخصوص الخصوبة فقد انخفض مؤشرها - حسب ذات المصدر - من 4,5 طفل لكل امرأة في سنة 1987 إلى 2,2 طفل في سنة 2010. وكان هذا الانخفاض تبعاً للتقرير أقوى في الوسط القروي، الذي عرف تراجع معدل الخصوبة من 5,8 طفل إلى 2,7 طفل (مقابل 2,8 إلى 1,8 بالوسط الحضري) خلال نفس الفترة. ومن بين العوامل الكامنة وراء هذا التراجع في الخصوبة، الارتفاع الذي سجله السن عند الزواج الأول لدى النساء. فنسبة المتزوجات البالغات من العمر 15 إلى 19 سنة تراجعت من 20٪ سنة 1982 إلى 9٪ سنة 2010. أما بالنسبة للواتي تتراوح أعمارهن من 20 إلى 24 سنة، فإن نسبة المتزوجات في صفوفهن تراجعت من حوالي 60٪ إلى 38٪. وبصفة عامة يقول التقرير إن متوسط عمر المرأة عند الزواج الأول ارتفع من 22,2 سنة إلى 26,6 سنة خلال نفس الفترة. واعتبر أن هذا المنحنى ليس بغريب على التطور الذي عرفه التمدرس ومحاربة الأمية عند الإناث. فخلال العقد الماضي ارتفع معدل تمدرس الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن من 6 سنوات إلى 11 سنة بالوسط القروي من 70٪ إلى 92٪، وتضاعف معدل معرفة القراءة والكتابة لدى المرأة بنفس الوسط، رغم استمرار ضعفه. وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن وضع المرأة لايزال هشّاً. فعلاوة على الأمية، فإن الولوج إلى سوق الشغل لايزال محدوداً، حيث لا تشكل النساء إلا ما يزيد قليلاً على ربع السكان النشطين. كما أن معدل البطالة لديهن يفوق مثيله لدى الرجال (9,9٪ مقابل 8,7٪ في 2012). ومن جهة أخرى نجد أن طول عمر النساء مقارنة بالرجال، بالإضافة إلى فارق السنّ عند الزواج بينهم، يؤدي بهن أحياناً إلى العيش وحيدات في سنّ متقدمة، والتكفل برعاية أسرهن.