بعد تسع دورات عجاف، عاد فريق النادي القنيطري ليتذوق طعم الانتصار، الذي غاب عنه منذ الدورة الثامنة أمام أولمبيك خريبكة، علما بأن أول فوز له هذا الموسم كان في الدورة الأولى أمام الكوديم بمكناس، وكان حينها المدرب يوسف لمريني هو المشرف على الإدارة التقنية للكاك، في حين كان عبد القادر يومير هو مهندس الفوز الثاني على لوصيكا بالقنيطرة. وانتظر الجمهور طويلا ليعاين الثالث الذي جاء في الدورة 17، بمدرب ثالث هو الكرواتي زوران. انتصار الكاك هذه المرة كان على حساب حسنية أكادير، في اللقاء الذي احتضنه الملعب البلدي بعد زوال الأحد المنصرم، والذي جرى أمام جمهور غاضب على النتائج، وخاصة بعد المستوى المتواضع للفريق مع بداية الشطر الثاني من البطولة الاحترافية، مما جعله - وكعادته دائما - يرسل بطريقة حضارية ميساجا علق تحت المنصة المكشوفة، عبر لافتة كتب عيها «استمرارية المنظومة الفاسدة تحتاج لعقول جامدة، تحارب الأفكار الواعدة»، وهي عبارات لو اجتهد المسؤولون والمنتخبون والأعيان والمسيرون الحاليون للكاك، لفهمها لما عاش الفريق كل هذه الهزات والأزمات، التي يتخبط فيها، ولما صار النادي القنيطري أكبر نمودج للأندية المستضعفة، ولاعبوه أمثلة للاهمال والامبالاة، ورغم ذلك لايتوانون في تقديم كافة جهودهم للخروج بالفريق إلى مسلك الأمان، ولقاؤهم أمام الحسنية لم يخرج عن هذا الاطار، حيث بسطوا سيطرتهم منذ الانطلاقة على خصومهم الذين رجعوا إلى الوراء. رغبة المحليين في التسجيل مبكرا فوتت عليهم عدة محاولات، خاصة من بلال بيات ومحمد الضو. في الوقت الذي لم يهدد الفريق السوسي، الذي خاض المباراة محروما من خدمات سبعة من أعمدته، وخاصة الحارس فهد الأحمدي وحيسا وفهيم والبيساطي، مرمى الكاك طيلة الشوط الأول، الذي انتهى بنتيجة البياض. ولم تختلف الجولة الثانية عن سابقتها، حيث استمر المحليون في فرض سيطرتهم، لكن السرعة ولدت التسرع مما فوت على الفريق عدة محاولات سانحة للتهديف. وفي د 55 أقحم المدرب زوران اللاعب بلال الصوفي، القادم من أجاكس طنجة واللاعب الدولي لكرة القدم داخل القاعة، وذلك لاعطاء التوازن لوسط الميدان. وفعلا كان لهذا التغيير الأثر الإيجابي على أداء المجموعة القنيطرية، التي عانى لاعبوها الكثير، بفعل تراجع زملاء العميد آيت لكريف. وأمام هذا النهج عمد لاعبو الكاك إلى أسلوب القذف من بعيد، وفعلا بلغوا مبتغاهم في د 71 من تسديدة رائعة عن بعد أكثر من 35 مترا، صوبها بلال الصوفي نحو شباك الحارس الأكاديري بوخريص عجز عن صد الكرة، رغم ارتماءته، ليكون هذا الهدف الأجمل حتى الآن في مشوار الكاك هذا الموسم. بعد هذا الهدف، حاول أشبال المدرب مصطفى مديح الوصول لمرمى الحارس باغي، الذي ظهر لأول مرة في مرمى الكاك، لكن مجهودات كل من فاتحي ولبهيج إضافة لكواكو، باءت بالفشل أمام استماتة المحليين، لينتهي هذا اللقاء بفوز ثمين للنادي القنيطري. تحكيم رشيد بولحواجب كان في المستوى، فيما لم يعلن - وكالعادة - عن المداخيل، في ظل غياب التواصل والوصول إلى المعلومة، الذي صار شعار المكتب المسير للكاك، مما جعل كافة الصحافيين والمراسلين المحليين يستمرون في حمل الشارات السوداء، احتجاجا على مكتب البوعناني، الذي نتمنى أن يفعل على الأقل ميثاق الاعلام، الذي فرضته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي يبدو أن مسيري الفريق لم يفهموه على ما يظهر.