بسبب التزام المغرب التطواني والفتح الرباطي، بخوض إياب الاستحقاق الافريقي، تأتي الجولة التاسعة عشرة مبتورة من مبارتين، إلا أن المباريات الست التي تتوزع على يومي السبت والأحد ستكون ملتهبة، ومن المحتمل جداً أن تحدث تغييراً في بعض المواقع، خصوصاً بالنسبة للفرق المتمركزة في الأماكن غير الآمنة. شاءت البرمجة أن تضع فريق الرجاء البيضاوي المتصدر للترتيب في مواجهة الفرق المعذبة، منذ انطلاق مرحلة الإياب، حيث تعادل مع الكاك، وفاز على رجاء بني ملال والوداد الفاسي، وها هو ينازل فريقاً يقبع في الصف الأخير، ويصارع من أجل تحسين الموقع، والأمر يتعلق بالنادي المكناسي الذي يعيش وضعاً مأسوفاً عليه، ويعاني لاعبوه من نفسية مهزوزة، وقد تزداد هذه المعاناة أمام الرجاء الذي لا يرحم بميدانه، سيما وأن الكوديم سيكون محروماً من خدمات ياسين بيوض، وزكرياء الاسماعيلي بعد جمعهما لأربعة إنذارات، بالإضافة إلى عادل حليوات الذي أشهرت في وجهه الورقة الحمراء الأسبوع الماضي، وهي غيابات قد تربك أوراق المدرب الجديد عزيز كركاش الذي أشرف على أول حصة تدريبية يوم الثلاثاء الماضي. وللمرة الثانية على التوالي يلعب فريق الوداد البيضاوي خارج قواعده، فبعد عودته الأسبوع الماضي من رحلة مظفرة على حساب الكوديم، سيحط الرحال بملعب ميمون العرص لمنازلة شباب الحسيمة الذي مني الأسبوع الماضي بهزيمة قاسية وبحصة عريضة أمام الماص، ورهان مدربه مصطفى الضرس هو تفادي الهزيمة الثانية على التوالي، ولعل الرهان صعب للغاية أمام فريق يتطلع للانقضاض على المرتبة الأولى. وبما أن التعادل لا يخدم مصلحة هذا الطرف أو ذاك، فإن البحث عن الفوز سيجعل المباراة مفتوحة، وتعد بالعطاء الكثير، فماذا أعد المدرب مصطفى الضرس للتصالح مع الذات؟ فريق الدفاع الجديدي الذي حصد أربع هزائم متتالية أمامه فرصة الحد من الكبوات، حيث سيستقبل فريق أولمبيك خريبكة المتطلع إلى تحسين الموقع، وبما أن فارق النقط بين الفريقين لا يتعدى نقطتين، فالمباراة ستكون متكافئة ومفتوحة على كل الاحتمالات، وإن كان طموح المدرب حسن مومن هو معانقة الفوز الأول له مع الفريق الجديدي، لكن الإطار فؤاد الصحابي يتطلع هو الآخر إلى صنع الفوز لاستبدال الموقع مع الدفاع الجديدي، ولتأمين الوضع نسبياً. اللقاء الذي سيجمع الوداد الفاسي وأولمبيك آسفي سيدور فوق صفيح ملتهب، وسيعاني خلاله لاعبو الواف من ضغط نفسي كبير، على اعتبار أنهم يرغبون في تفادي الهزيمة الثالثة على التوالي، لذلك سيعملون على تتويج عطاءاتهم المشرفة بثمرة الفوز، لأن أي نتيجة غير الانتصار ستبقي الفريق الفاسي في منزلق النزول، وقد تحكم على المدرب السويسري بالرحيل. مباراة على طرفي نقيض ستجمع النهضة البركانية المعذب في أسفل الترتيب والباحث عن طوق نجاة منذ دورات، والمغرب الفاسي الذي ظهر خلال محطات الإياب مهاب الجانب، حيث أضحى يزحف بخطى ثابتة لدخول دائرة المتنافسين على لقب الدوري الاحترافي، ورحلته إلى وجدة يتطلع منها إثبات الذات، وتأكيد القوة، لكن لافريق البركاني مطالب بتحقيق انتعاشة نسبية ترفع من معنويات لاعبيه، وتبعده عن المرتبة الزخيرة الذي يتواجد بها أيضاً فريق النادي القنيطري، هذا الأخير مطالب بصنع أول فوز مع المدرب الكرواتي زوران، لكن الخصم حسنية أكادير ليس من الفرق المستسلمة بسهولة، خصوصاً وأنه ظهر خلال مرحلة الإياب بصورة لافتة، وحقق نتائج إيجابية، الأمر الذي يجعل مهمة القنيطريين صعبة، ومع ذلك، فخيارهم الوحيد هو صنع الفوز. للإشارة، فمباراة الفتح الرباطي ضد الجيش الملكي والرجاء الملالي ضد المغرب التطواني تم تأجيلهما بسبب التزام بطل الموسم الماضي (الماص) ووصيفه (الفتح) بمنافسات عصبة الأبطال الأفارقة. رئيس الفريق وخلال هذه الأمسية وعد اللاعبين بتسوية المشاكل المادية ، فور توصل الفريق بحقوقه المالية التي مازالت بذمة العديد من المؤسسات . رئيس الفريق، من جهة أخرى، حفز اللاعبين بمنح استثنائية، وذلك قبل السفر إلى الحسيمة لإجراء مبارة الأسبوع التاسع عشر من بطولة المحترفين، مؤكدا أن الوداد مازالت تتوفر على كل الحظوظ للمنافسة على لقب الموسم.