أهم ماميز المحطة الأولى من مرحلة الذهاب، هو الأحداث اللارياضية التي شهدتها مباراة النادي المكناسي ضد المغرب الفاسي، وهي الأحداث التي تسببت في إصابة العشرات من أنصار الكوديم، وهذا السيناريو يخدش صورة الكرة الوطنية. فمن المسؤول عن هيجان الجمهور!؟ لم يخلف المدرب عبد الرزاق خيري الوعد، حينما أكد أن فريقه الجيش الملكي سيظهر بصورة أفضل، وسيعطي إشارات قوية إلى أنه منافس قوي على لقب الدوري الاحترافي، وبالفعل فقد دشن الفريق العسكري مرحلة الإياب بفوز مستحق على شباب الحسيمة خلال مباراة تميزت بالتشويق والإثارة، ولعبت نتيجتها لفائدة الجيش الملكي المتطلع إلى الانقضاض على مركز الريادة خلال القادم من الدورات، في المقابل لا تخدم هذه النتيجة مصالح الفريق الريفي خصوصا على المستوى النفسي، على الرغم من ظهوره بصورة مشرفة. قمة أسفل الترتيب انتهت بلا غالب ولا مغلوب، وهي نتيجة لم ترض الوداد الفاسي، ولا النادي القنيطري، على اعتبار أن الطرفين معا يسعيان إلى تعزيز رصيدهما من النقط خلال الجولات الأولى من مرحلة الإياب لتسلق المراتب. وتحسين الموقع وتفادي حسابات آخر ساعة. ومع ذلك فالنتيجة كانت منصفة للفريقين معا وإن كان فريق الكاك قد ضيع ضربة جزاء بواسطة اللاعب بيات. فريق النادي المكناسي دشن رحلة الإياب بهزيمة مرة بميدانه، وأمام جمهوره، وكانت من صنع جاره المغرب الفاسي. ما يعني بأن مخالب النزول واصلت تهديدها للمكناسيين الذين لم يعملوا على استغلال فترة توقف منافسات الدوري لاستخلاص العبر، ورسم صورة أفضل تقيهم قساوة عذاب الصف الأخير. وبالمقابل فإن نتيجة المباراة تخدم مصالح المغرب الفاسي الذي يبدو أنه عرف كيف يستثمر فترة توقف البطولة لترميم بعض الصفوف وتدشين مرحلة الإياب بفوز خارج الميدان. للإشارة فمباراة الكوديم ضد الماص شهدت أحداثا لا رياضية خلال لحظاتها الأخيرة، وهي الأحداث التي سجلت بعض الإصابات، وتسببت في توقف المباراة لعدة دقائق. فريق نهضة بركان كاد أن يصنع المفاجأة بتطوان، حيث كان سباقا للتهديف، قبل أن يعدل المغرب التطواني الكفة بفضل ضربة جزاء أثارت احتجاج البركانيين الذين أشروا على حضور مشرف. وأكدوا أن الصحوة آتية لا ريب فيها خلال مرحلة الأياب لتأمين البقاء. وهذا هو الهدف الذي سطره المدرب عبد الرحيم طاليب الذي أكد في أكثر من مناسبة أن لا خوف على فريق نهضة بركان هذا الموسم. المدرب يوسف المريني الذي أشرف منذ انطلاق الموسم الجاري على تدريب ثلاثة أندية، عجز عن صنع الفوز مع فريقه الجديد أولمبيك أسفي، رغم امتياز الاستقبال، واكتفى بالتعادل الأبيض أمام الفتح الرباطي خلال لقاء متكافئ على كافة المستويات. وهي نتيجة منصفة، وإن كان الطرفان يتطلعان لنقط الفوز لتسلق المراتب، خصوصا فريق الفتح الرباطي، الذي رسم حضورا مميزا خلال الدورات الأخيرة من مرحلة الذهاب، ويطمع للاستمرار في إثبات ذاته كفريق منافس للأقوياء. وفي مباراة رتيبة احتضنها الملعب البلدي بتارودانت، فاز فريق حسنية أكادير على ضيفه الدفاع الجديدي بهدف لصفر سجل في الربع ساعة الأخير من عمر اللقاء، وبذلك يكون المدرب حسن مومن قد دشن التحاقه بالفريق الدكالي بهزيمة، وهي الهزيمة التي تفرض على الإطار الجديدي البحث عن أساليب ناجعة لتجاوزها خلال المحطة المقبلة. تجدر الإشارة إلى أن الجولة الأولى من محطة الإياب عرفت حصيلة تقنية هزيلة، حيث سجلت تسعة أهداف خلال ست مباريات. ما يعني بأن الفرق لم تحسن استثمار فترة توقف الدوري لعدة أسابيع لترميم صفوفها، والاستعداد على كافة المستويات بما يضمن تلميع الصورة، وإفراز الجودة، والارتقاء بالمنتوج الكروي إلى تطلعات الجماهير. فهل المدرب وحده المسؤول عن تدني المستوى التقني؟