بهزيمة فريق الفتح الرياضي، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، مساء أول أمس الأربعاء، أمام حسنية أكادير بهدف مقابل هدفين، في المباراة المؤجلة عن الدورة السابعة عشر، يكون الفريق الرباطي قد مني بأول هزيمة له بالميدان، والرابعة منذ انطلاق بطولة هذا الموسم. وقع الهزيمة سيكون نفسيا، لأنه يأتي أياما قبل الذهاب إلى غامبيا لمواجهة فريق ريال بانجول، برسم إياب الدور التمهيدي لدوري أبطال إفريقيا. فريق الفتح دخل مباراته ضد حسنية أكادير بحس هجومي صريح، حيث لعب جمال السلامي بثلاثة مهاجمين(عبد السلام بنجلون، باتنا وإبراهيم البحري) واعتمد على السرعة في التمريرات لمباغتة دفاع فريق الحسنية، الذي كان يساند بقوة الهجوم. الحس الهجومي أعطى نتائجه في الدقيقة الخامسة، بعد انطلاقة سريعة لإبراهيم البحري من جهة اليسار، وبتقنياته العالية وقراءته الجيدة لتموضع زميله عبد السلام بنجلون داخل مربع العمليات، يسلمه كرة كان ينقصها هداف ذكي، وكان بنجلون كذلك، ليسجل الهدف الوحيد للفتح. الهدف جعل المدرب مصطفى مديح يعيد ترتيب الأوراق بسد ثغرات وسط الميدان، وعدم ترك مساحات لمهاجمي الفريق الرباطي، كما اعتمد على المرتدات وبناء اللعب من الدفاع، مع إبقاء دفاعه محصنا بقوة عددية كافية لفرملة تسربات مهاجمي الفتح. مقابل ذلك، لم يتعامل السلامي بكيفية سليمة مع تاكتيك مصطفى مديح، فجعل لاعبي الوسط يتقدمون كثيرا، الشيء الذي جعلهم متباعدين، وهو ما أعطى لمهاجمي الحسنية مساحات كبيرة للمناورة والانسلال من وسط الميدان، وتنفيذ المرتدات السريعة والخطيرة. تاكتيك مصطفى مديح أعطى أكله في الدقيقة 15، إثر هجوم مضاد وسوء تفاهم بين الجاريسي والحارس عصام بادة، الذي كان بعيدا عن مرماه، والذي لم يتمكن من تسلم كرة رأسية، كان الجريسي يريد بها إبعاد الخطر عن مرماه، لكن الخطر كان على شكل هدف من «نيران صديقة». الهدف أربك حسابات جمال السلامي وجعله يضيق بين مسافات لاعبيه وسط الميدان، والاعتماد أكثر على الكرات المقوسة والعرضية، لكن دفاع الحسنية كان بالمرصاد، وعرف كيف يحد من خطورة الهجوم، الشيء الذي جعل المدافع جمال العبدي يحصل على إنذارين متتاليين، آخرهما كان في الدقيقة 20، ليصبح فريق الفتح أكثر قوة عددية، لكنه لم يكن أكثر فاعلية، لأن مصطفى مديح أعاد ترتيب الأوراق بسد كل المنافذ والاعتماد على الهجوم، فتحركت آلة لبهيج والبيساطي، وتحمل آيت الدرهم ثقل الدفاع، ولتدخل المباراة الندية والنزالات الفردية والقوة البدنية، التي كانت حاضرة لدى الفريقين، والتي كان استعمالها بمبالغة، سببا في جعل الحكم ، جلال حكم، يكون حاضرا بقوة وبصرامة، ولم يتردد في إخراج الأوراق الصفراء بلا هوادة، ولينهي الشوط الأول بتعادل، أوحى بأن الشوط الثاني سيكون للمدربين. قراءة المدربين، جعلتهما يعمدان إلى التغييرات منذ بداية الشوط الثاني، للحسم منذ البداية. اختيار السلامي كان الهجوم، في حين اختار مصطفى مديح المرتدات، خاصة وأنه كان يعرف بأنه أقل عددا. هذا النهج المتباين، أعطى للمباراة قوة وإيقاعا كبيرين، كما كان التهديد يحدق بمرمى الفريقين معا، وكان الضغط على فهد الأحمدي، الذي تفوق في إبعاد الخطر عن مرماه في أكثر من مناسبة. الرغبة في عودة الفتح في المباراة جعلت لاعبيه يهملون الحراسة الفردية، ولايدركون بأن البهيج أصبح يناور بشكل كبير، لتعصف الدقيقة 61 بطموح الفتح، ذلك أن آيت الدرهم عرف كيف يقود مرتدا سريعا، ويمرر كرة عميقة للاعب البيساطي، الذي استعمل ذكاءه وقوته البدنية، ليتخلص من مدافعين ويتوغل وينهي مناورته بتسديدة قوية هزمت الحارس بادة، الذي كان تقدم إلى الأمام، ليزيد الشباك اتساعا، وليتقدم فريق الحسنية بهدفين مقابل واحد. والمباراة تسير نحو النهاية، يسجل الفتح هدفا ثانيا، لكن المساعد الأول بوشعيب نزيه رفضه بدعوى تسلل، وليدخل فريق الفتح في شرود بعد إعلان الحكم جلال عن نهاية المباراة، التي أخرج فيها 14 ورقة صفراء وواحدة حمراء، كان نصيب الفتح منها ست بطاقات صفراء.