كثيرة هي الدور المتداعية للسقوط المنتشرة بمختلف أحياء العاصمة الاقتصادية، التي تهاوت أركانها على حين غرة ، متسببة في تسجيل وفيات وإصابات مختلفة في أوساط سكانها، أو في صفوف المواطنين من المارة، الذين تواجدوا لحظة الانهيار على مقربة منها أو بجنباتها، الأمر الذي جعل هذه الحوادث «عرضية» ومفاجئة تتم دون سابق إشعار، وإن كانت وضعية تلك الدور أكبر إشعار وشاهد على وضعيتها. إلا أن دورا ومنازل أخرى هي بدورها متداعية للسقوط، اتُخذت بشأنها تدابير «شكلية» من أجل تفادي عواقب انهيارها كليا أو جزئيا في حال تداعيها، ومع ذلك لم تحرك التحذيرات التي تم إشهارها بغاية التحسيس، ساكنا في الآخرين. والنموذج تعبر عنه الصورة الملتقطة بأحد أحياء درب السلطان المعروف ب«أنقرة»، على مقربة من قيسارية الحفارين، والممتد ما بين المسرح الملكي وسينما «موريطانيا»، وهي لمنزل عُلقت بواجهتيه يافطتان تحذران من عواقب الاقتراب منه، باعتباره منزلا صدر في حقه قرار الهدم باللونين الأبيض والأحمر! اللافت للانتباه أنه رغم التحذيرين المكتوبين بخط واضح، فإن عددا من الباعة الجائلين من أصحاب «الفراشة» من باعة قطع الثوب وغيرها...، أبوا إلا أن يصطفوا على جنبات المنزل المذكور من أجل بسط سلعهم، ونفس الأمر يسري على محل تجاري بأسفل المنزل الذي فتح صاحبه هو الآخر الباب بدوره في وجه الزبائن، غير عابئين بأي خطورة تنطوي عليها البناية أو أية حادثة يمكن أن تحدث بشكل فجائي، وكأنهم يرفعون شعار «الفرّاشة أولا وإن كان الخطر قائما»!؟