نشر محرك البحث «غوغل» خريطة لكوريا الشمالية، هذا البلد الذي كانت غالبية أبعاده تظهر كفراغ في خدمة الخرائط الشهيرة بالموقع. وتم جمع بيانات الخريطة بواسطة أداة «ماب ميكر» لرسم الخرائط الخاصة بغوغل، التي تتيح لعامة الناس المساهمة بالمعلومات، وذلك بشكل رئيسي من خلال صور الأقمار الصناعية أو المعرفة بمناطق محلية. وبوسع مستخدمي خدمة غوغل للخرائط تقريب الصورة ورؤية العديد من المعالم مصحوبة بتعريف عنها، بما في ذلك معسكرات عمل السجناء. لكن معلومات الخريطة غير متاحة على نطاق واسع للمستخدمين داخل كوريا الشمالية. وكانت أداة «ماب ميكر» - التي بدأ العمل بها في عام 2008 - قد أصبحت مُتاحة لخدمة غوغل للخرائط في دول مثل العراق وأفغانستان. وقال «جينث ميزور»، مدير الإنتاج بقسم «ماب ميكر» في غوغل، إن «هذه الجهود كانت جارية في ماب ميكر منذ سنوات قليلة، واليوم أصبحت الخريطة الجديدة لكوريا الشمالية جاهزة ومتاحة على خرائط غوغل.» وأضاف «وكنتيجة لذلك، بوسع العالم مطالعة خرائط لكوريا الشمالية، توفر معلومات وتفاصيل أكثر من ذي قبل.» يأتي إطلاق الخريطة الجديدة في أعقاب زيارة إلى كوريا الشمالية قام بها الرئيس التنفيذي لغوغل «إريك شميدت». وفي حالة كوريا الشمالية، كانت صور الأقمار الصناعية المصدر الرئيسي لبيانات الخريطة، وليس المعرفة المحلية للعامة. وليس بوسع غالبية سكان كوريا الشمالية الدخول على الانترنت. وقالت غوغل إن عددا كبيرا من الناس في كوريا الجنوبية ساهموا بمعلومات لرسم خريطة صالحة للاستخدام للجارة الشمالية. وقال ميزور «بينما يهتم كثير من الناس في أنحاء العالم بكوريا الشمالية، فإن هذه الخرائط مهمة على نحو خاص لمواطني كوريا الجنوبية الذين لهم صلات وراثية (بالشمال) أو تعيش عائلاتهم هناك.» وبالرغم من ذلك، فإن أحد المتطوعين بالمعلومات هو مواطن استرالي لا يتحدث اللغة الكورية، ويدعى «سباستيان فان اوين». وقال سباستيان : «أردت الذهاب إلى كوريا الشمالية، لكنها لم تكن موجودة على الخريطة، ولذا قررت أن ابدأ رسمها كي استطيع، على الأقل، أن أعرف مدى سهولة التنقل داخل البلد.» وأوضح فان اوين - وهو مسؤول إدارة المخاطر بشركة تجارية في سيدني - أنه استخدم صورا تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية للحصول على المعلومات. وقال إن البيانات «جيدة بالقدر الكافي لتغطية البلد بأكمله، برغم أن هناك تباينا في جودة البيانات وتواريخها.» وأضاف «بالنسبة لخريطة بسيطة فالأمر جيد، لكن الأمر سيستغرق وقتا للحصول على ملاحة على مستوى الشارع يمكن الاعتماد عليها.» ويرى سباستيان أن العقبة الأكبر أمام رسم خريطة أكثر تفصيلا هي الحصول على معلومات كافية عن المناطق المحلية لتسمية معالم الخريطة. وقال سباستيان «ضع في اعتبارك أن هناك مناطق محظورة، وأن المعرفة المحلية (المتاحة بسهولة) خارج جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ليست كثيرة.»