رفضت الحكومة المغربية الاستجابة لما ورد في الرسالة الأولى، التي سبق وبعثها المسؤولون الهنديون متم سنة 2011، من أجل التحقيق مع الزوجة الثالثة للمتهم الرئيسي في تفجيرات فندق تاج محل بمدينة بومباي سنة 2008، بدعوى أن المراسلة كانت محررة باللغة الإنجليزية، وطالبتهم بترجمتها إلى اللغة الفرنسية. وحسب تقارير إخبارية هندية، فإن وزارة الداخلية الهندية عاودت بعث الرسالة، وهذه المرة باللغة الفرنسية. وأضافت ذات المصادر أن المغرب والهند لا تجمعهما أي اتفاقية أمنية في هذا الإطار، غير أن المسؤولين الهنديين قدموا ضمانات بتقديم المساعدة لنظرائهم المغاربة مستقبلا في حوادث مماثلة في حال قوبل طلبهم بالإيجاب. وتتضمن المراسلة طلبا من السلطات الأمنية المغربية بالتحقيق مع المغربية فايزة أوطلحة (29 سنة)، التي سبق لها أن قالت في تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بأنها كانت قد حذرت السلطات الأمريكيةبباكستان من أن زوجها ديفيد هيدلي (52 سنة) كان يخطط لتنفيذ هجوم إرهابي في مكان ما. وكشفت أن الزوج كان يكن عداء كبيرا للهند، وراودتها الشكوك حول اعتزامه تنفيذ هجوم هناك، حتى أنها أطلعت مسؤولي السفارة الأمريكية بإسلام أباد على صورة لها مع زوجها، الذي تعمد التقاطها بفندق تاج محل، حيث نزلا به مرتين في أبريل وماي 2007، وهو الفندق الذي تعرض لهجوم عنيف في نونبر 2008 وأسفر عن مقتل 163 شخصا، من بينهم ستة أمريكيين. وأوضحت فايزة للمسؤولين الأمريكيين أن زوجها يظهر بوجهين متناقضين، ففي باكستان تجده يحمل اسم داوود، ويتصرف على أنه مسلم ملتزم، لكنه لا يلبث أن يعود ليحمل اسم هيدلي ويتصرف وكأنه شخص لعوب. وقالت : «لقد أخبرتهم بأنه إما أن يكون إرهابيا وإما أنه يعمل لحساب الأمريكيين. لكنهم قالوا لي لقد أخطأت». وخلال اللقاءين الاثنين اللذين التقت فيهما مسؤولي السفارة الأمريكية، عبرت فايزة عن شكوكها بخصوص العلاقة التي تربط زوجها بتنظيم «لشكر طيبة» الباكستاني، المتهم بتنفيذ هجمات مومباي، حيث أكدت أنه كان يتوفر على عدة أصدقاء، هم أفراد معروفون بذلك التنظيم، مضيفة أنه كان يدعي القيام بزيارة عمل إلى الهند، وهي الزيارات التي لم تكن تدر عليه سوى قدر يسير من المال.