تواصل الهند بمساندة واضحة من الولاياتالمتحدة ضغطها على الباكستان والعمل على ابتزازها وذلك بإستغلال هجمات مومباي التي وقعت خلال الاسبوع الماضي وسارعت نيودلهي الى اتهام اسلام آباد بالتورط فيها حتى قبل ان تشرع في التحقيق. واستبقت الهند وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى نيودلهي يوم الاربعاء بالادعاء مجددا تورط باكستان، وتجاهلت إلحاح الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على نفي تورط حكومته في التفجيرات وتشكيكه في الادعاءات الهندية. وأدعى قائد الشرطة الهندية في مومباي حسن غفور أن منفذي التفجيرات انطلقوا من ميناء كراتشيالباكستاني. وزاد بالقول أن مجموعة المسلحين البالغ عددهم 18 الذين نفذوا الهجمات تلقوا التدريب على أيدي ضباط سابقين في الجيش الباكستاني، لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى. وكانت المصادر الامنية الهندية قد حددت العدد المعلن رسميا لضحايا الهجمات في 171 قتيلا بينهم 26 أجنبيا و 294 جريحا. وهددت الهند من أن عملية سلام مع باكستان التي بدأت في سنة 2004 ستكون في خطر إذا لم تتحرك إسلام آباد بحسم لتسليم مطلوبين تدعي نيودلهي أنهم يختبئون في باكستان. على الجانب الباكستاني قال الرئيس آصف علي زرداري في مقابلة مع محطة تلفزيونية أمريكية إن حكومته ليست مسؤولة عن الهجمات وأنه يشك في ادعاء الهند أن المسلح الوحيد الباقي على قيد الحياة باكستاني، مضيفا إن الهند لم تقدم دليلا على أن المسلح باكستاني وأشك كثيرا في أنه باكستاني. وقال زرداري إذا قدمت الهند أدلة على أن جماعة باكستانية كانت وراء الهجمات فإن حكومته ستتخذ إجراء ضدهم.. سنحاكمهم أمام محاكمنا في أرضنا وسنصدر أحكاما عليهم. وبعد الهجمات طالبت الهند باكستان بتسليمها نحو 20 باكستانيا تدعي نيودلهي أنهم يختبئون في باكستان. وفي انحياز واضح للاطروحات الهندية اتهم مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية مايك ماكونيل جماعة عسكر طيبة التي تدرجها واشنطن على قائمتها لما تسميه المنظمات الإرهابية الأجنبية بالوقوف وراء هجمات مومباي. وجاءت اتهامات ماكونيل لعسكر طيبة بشكل غير مباشر، وقال في كلمة ألقاها في جامعة هارفارد: إن المجموعة التي نعتبرها مسئولة عن اعتداءات مومباي نفذت هجوما مماثلا في 2006 في قطار أسفر عن عدد مماثل من القتلى. وجماعة عسكر طيبة هي من الحركات الاسلامية السرية التي تكافح ضد الاحتلال الهندي لكشمير وضد الاضطهاد الذي تتعرض له الاقلية المسلمة في الهند، وجماعة عسكر طيبة محظورة منذ سنوات في باكستان. وتتكثف اتصالات واشنطن بالهند وباكستان في وقت دعت فيه وزيرة الخارجية الامريكية رايس اسلام آباد الى تعاون كامل مع نيودلهي. وذكرت وزارة الخارجية الامريكية ان كاتب الدولة في الشؤون الخارجية الهندي شيف شنكار مينون التقى الثلاثاء مسؤولين في ادارة بوش في واشنطن وناقش معهم التحقيق في اعتداءات بومباي. وقد ناقش مينون مع المسؤول الثاني في الخارجية الامريكية جون نيغروبونتي والمسؤول الاخر الكبير ويليام بيرنز تعاوننا الثابت للقبض على منفذي اعتداءات بومباي واحالتهم على القضاء، كما قال المتحدث باسم الوزارة غوردن دوغيد. وبالتزامن مع زيارة رايس توجه رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال مايك مولن إلي الهند وباكستان. وقال الكابتن جون كيربي المتحدث باسم مولن إن رئيس هيئة الأركان يعتزم الاجتماع مع قادة مدنيين وعسكريين في كلا البلدين للتشجيع على نهج تعاوني في معالجة المخاوف الأمنية في المنطقة في أعقاب هجمات مومباي. وأضاف أن مولن يعتقد أن الهجمات التي قتل فيها أيضا أميركيون تشير إلى تطور نوعي متنام لأنشطة الجماعات المتطرفة يهدد المنطقة بأكملها. وأحجم مسؤولون عن تقديم تفاصيل عن رحلة مولن بسبب حساسية الوضع. ويخشى مسؤولون عسكريون أمريكيون أن يدفع تصاعد التوتر بين البلدين إسلام آباد إلى إعادة نشر قوات على حدودها الشرقية مع الهند من المناطق القبلية في شمال غرب باكستان قرب الحدود مع أفغانستان، وهو أمر من شأنه زيادة ضغط القوى المناهضة للاحتلال الامريكي في أفغانستان على قوات التحالف الاطلسي وتكبيدها مزيدا من الخسائر.