كانت الجماهير بالرباط، على موعد مع سهرة خاصة بتقديم الأغاني الفائزة بالدعم المنظم من طرف وزارة الثقافة يوم 2012 / 12 / 25، بحيث، بغض النظر عن ما تم تقديمه من أعمال فنية غنائية، لم يرق أغلبها إلى المستوى المطلوب، بالإضافة إلى أن بعض مواد تلك السهرة عرفت الإعلان عن اعتذار مغنية، قيل إنها من ضمن الفائرين، ولكن تواجدها بالخليج لم يسمح لها بالمشاركة في السهرة المشار إليها بالتاريخ أعلاه بمسرح محمد الخامس بالرباط . فأي منطق هذا؟ هل فعلا شاركت في تقديم أعمال غنائية صحبة الأطراف الأخرى، كمشروع أولا؟! وكيف يمكن لها أن تخل بالتزامها بالعقود المبرمة بينها وبين الأطراف المشاركة معها من جهة!! وبين وزارة الثقافة والمالية، طبقا للمرسوم رقم 208.53 (الصادر في 21 ماي 2009). والقرار المشترك بين الوزارتين رقم 1193.10 الصادر في (13 أبريل 2010) ثم القرار الصادر عن وزارة الثقافة رقم 180.11 الصادر في 19 يناير 2011. إذا كان البند الثالث (03) من عقد الإلتزام المشار إليه أعلاه، يلزم كل صاحب مشروع احترام مقتضيات القرار المشترك لوزير الثقافة ووزير المالية والاقتصاد بالمشاركة في عرضيين (02) مجانيين بواحد أو أكثر من الأعمال المتضمنة في المشروع المستفيد من الإعانة المالية في المهرجانات أو التظاهرات أو الأنشطة التي تنظمها أو تدعمها وزارة الثقافة خلال السنة الموالية، فإن كل مشروع كان مضمنا لأربعة أغاني - مما يجعل مجموع الأغاني المستفيدة (32) اثنين وثلاثين أغنية! تلزم كل صاحب مشروع تقديم السهرات والمشاركة في مهرجانات لم توضح وزارة الثقافة نوعها؟! هل هي استعراضية؟ أم للتباري و المنافسة؟! وهل تعتزم الوزارة الوصية الاستعانة ببعض المستفيدين في مهرجانات محلية وقارية وعربية ودولية؟! أم ماذا؟! من زجالين وشعراء وملحنين ومطربين؟! فلا يعقل أن يقتصر تنظيم سهرة واحدة تقدم فيها 16 أغنية!!! في حين أن مبالغ الدعم خصصت لاثنين وثلاثين أغنية!!؟ والمال مال دافعي الضرائب. فلا وزير الثقافة كلف نفسه عناء الحضور ولا من يمثله! ولا أعضاء اللجنة الوطنية التي صادقت على أعمال الدورة الأولى الخاصة بالدعم، ولم يكن وجود لمدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ولا رؤساء أقسام البرمجة أو الانتاج، ولم يكن للتفزة المغربية أي حضور! للقيام بنقل أطوار سهرة 2012 / 12 /25 . لماذا؟! هل لا وجود لأي تنسيق بين وزارات يرأسها الوزير الأول بنكيران؟! إذا كان التطبيل والهتاف فقط لذر الرماد في العيون. (راحنا درنا دعم للأغنية وخصصنا مال خادوه الفائزين بقبول اللجنة الوطنية)، وفي الأخير تمر هذه السهرة في جو باهت، وبأسلوب أقل ما يمكن نعته هو الاحتقار، وعدم الاعتبار، ربما، لأن هؤلاء المسؤولين كانوا على علم مسبق برداءة أغلب الأعمال المغناة المستفيدة من هذا الدعم؟ إن وزارة الثقافة ملزمة بتنظيم سهرة ثانية خاصة بما تبقى من 16 أغنية التي لم تشارك في السهرة الأولى، وإلا ستجعل كل ذي وعي يقظ. يصدر حكما بعدم مصداقية هذا الدعم، لأن الميدان الغنائي لا يخلو من شعراء وزجالين كبار، ومن موسيقيين أكاديميين، ومن نقاد مميزين.. ومن حق الجمهور المغربي أن يعلم أين صرفت أمواله، التي خصصت لهذا الدعم المثير للجدل، حفاظا على مصداقية وزارة الثقافة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي هي بدورها ملزمة بالحضور لنقل أطوار السهرة الثانية الخاصة ب 16 أغنية الثانية. وإن اقتضى الحال تعديل المرسوم، لأنه ليس منزلا من السماء، فإذا كان دعم الأغنية يرمي إلى إلغاء الجمود والفراغ وخلق حركة فنية، تعطي الأسبقية لبقاء الأصلح، وتهذيب ذوق المستمع المغربي بالسماح له بالاستمتاع بما هو جيد هو جيد من الكلمات والإلحان والأصوات الغنائية، وهو حق مخول له بالقانون والدستور والمواطنة. فلن يتم ذلك بتقديم سهرة واحدة باهتة لم ترق إلى أي مستوى، فهذا أمر مردود جملة وتفصيلا وتغلب عليه العشوائية والتملص من المسؤولية التي يحاسب عليه الدستور الجديد. فهل ستقوم وزارة الثقافة بتفادي أخطاء السهرة الأولى وبتظيم سهرة ثانية أكثر عقلانية وأكثر قابلية.. الكرة في ملعب وزير الثقافة.