كان الجمهور المغربي، على موعد مع سهرة خاصة بأغاني...! قيل إنها فازت بالدعم المالي... ! المنظمة من طرف وزارة الثقافة، ليلة الثلاثاء 2012 /12 / 25 بمسرح محمد الخامس بالرباط. وإن جاءت هذه السهرة المدرجة في سنة 2011! في نهاية 2012!؟ فإن قاعة العرض غصت بجمهور غفير والتنظيم كان لا بأس به، فإن أغلب ما حظي بالفوز بهذا الدعم، ترك استنكارا، واستياء لدى أغلب الجمهور عامة، ولدى المنتمين إلى الفن الغنائي خاصة، والسهرة في حد ذاتها، كانت تحظى بتنسيق بين وزارة الثقافة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لنقلها عبر الشاشة، ليطلع عليها المغاربة جمعيهم. في حين لم يكن للطاقم التلفزي أي حضور، على الأقل لأخذ آراء الجمهور وبعض الفعاليات الثقافية والفنية التي كانت حاضرة ليلة الثلاثاء. تمت برمجة ست عشرة أغنية (16) والترتيب جاء معاكسا للائحة الأولى التي أصدرتها وزارة الثقافة، يوم إعلان الفائزين بالدعم الثمانية، إذ استبدلت رتبة المغني الأول وأخذت رتبته مغنية، قدمت أغنية رديئة !!! ولاحظ الكل قيام هذه المغنية بحركات.. على الخشبة والتفوه بكلمات ليست في مستوى فنانة تحترم الجمهور. فكيف صادقت «اللجنة الوطنية» على مثل هذه الرداءة؟؟؟! كما لاحظ الحاضرون أن أغلب الكلمات سواء الزجلية! أو الفصيحة لم ترق إلى المستوى المطلوب، كلمات تغلب عليها السطحية والركاكة! وغياب وحدة النصوص وانعدام وضوح الأفكار الرئيسية المكونة لجوهر الموضوع. وكذا غياب الرومانسية التي هي العمود الفقري لكل شعر غنائي! أما الايقاعات الموسيقية لم تكن مركبة بالانسجام مع الأصوات الغنائية بسبب الافتقار إلى الاحترافية ثم الرفع من صخابة العزف لبعض القطع الغنائية بحيث وجد أغلب الجمهور صعوبة في الإصغاء إلى الكلمات المغناة والصوت المتغنى بها. أضف إلى هذا إسناد بعض الأغاني! لأصوات لا تناسب بتاتا شكل طبقاتها الخاصة بها، وربما على ما يبدو تمت الاستعانة بها .. وفي آخر لحظة للفوز بالتتويج! .. كما تساءل الجمهور عن سرد ذكر أسماء معينة لكتاب وملحنين بصفة مكرورة! فماهي المقاييس التي تم التركيز عليها؟ والتي خولت لهذه الأسماء المشاركة بعدة الأعمال؟ ومع عدة أصوات؟؟؟! مقدمة برنامج السهرة تعاملت بعشوائية وارتجال بقيامها بارتكاب أخطاء تقديم عناوين بعض الأغاني وقيامها بمدح أسماء مشاركة بعرض مسارهم الفني الغنائي، علما بأن لا أحد من هذه الأسماء يتحوز في «ريبارطواره» أغنية واحدة تتوفر على العناصر المكونة لأغنية مقبولة لدى المستمعين، كلمة معبرة لحن منسجم مع الصوت ومع توزيع موسيقي وبتسجيل في المستوى!!!؟ إذ كان على هذه المقدمة لأطوار السهرة أن تقتصر فقط على ما سيقدم أمام الجمهور من الأغاني الخاصة بالدعم، مما يفيد ويتطلب تعيين مقدم أو مقدمة للسهرات يتمتعان بالتأطير. يبقى نجم السهرة الخاصة بهذا الدعم هو الجوق بامتياز، المكون حقيقة من أساتذة موسيقيين محنكين.. حبذا لو أسندت إلى هذا الجوق عزف أغاني أكثر جمالية وارفع مستوى وأكثر تشويقا من أغلب ما تمت المصادقة عليه من طرف لجنة وزارة الثقافة لسنة 2011 بمستوى غير مقبول بتاتا. إن ما يتطلع إليه الجمهور المغربي والفنانون الحقيقيون هو الرقي بمستوى الأغنية المغربية، لأن المال الممنوح للفائزين بالاستفادة من الدعم، هو مال دافعي الضرائب ولكن يبدو أن المراد سيبقى بعيد المنال، خاصة وأن اللجنة الوطنية الخاصة بدعم 2012!!!؟ قد تم الطعن في مصداقيتها فور الاعلان عن أسماء أعضائها والخوف يكمن في المصادقة على أغاني أكثر رداءة من دعم موسم 2011.