بقرار مشترك بين وزارتي الثقافة والمالية، تحت عدد 1193/10 الصادر في 13 أبريل 2011، ومصادقة اللجنة الوطنية المكونة من شعراء، وزجالين، وملحنين ومطربين وعازفين، وممثلين عن النقابات الفنية صحبة رئيس قسم الموسيقى والرقص.. وبعد طول انتظار أثار شكوك المستفيدين من ثمانية مشاريع، وبعد أن أعلنت الصحف الوطنية باستنكار هذا التأخير! خاصة وأن هذا الدعم المشار إليه كان مدرجا في مالية سنة 2011، ولم يتم تفعيله إلا في يونيو 2012 . ومن المستفيدين منْ تحمل مصاريف الانتاج إما من ماله الخاص، وإما بالاقتراض، في حين بقي منهم من ينتظر الإفراج عن الدفعة الأولى من الدعم لينتج أعماله، متحملا البحث عن أفراد عازفين... وعن استوديوهات شاغرة، لأنه اصطدم بحلول العطلة الصيفية، وبشهر رمضان، مما دفع بأغلب المستفيدين إلى تكبد مصاريف أخرى، نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج عما كانت عليه سابقا، خاصة وأن إنتاج أربع أغاني ليس بالأمر الهين لتقديمها في الوقت المحدد. وبعد أن تم تسليم الأعمال جاهزة إلى المصالح الخاصة في مديرية الشؤون الثقافية، أصبح التساؤل يخيم على الوسط الفني عامة، وعلى المستفيدين الثمانية خاصة؟! متى ستنظم وزارة الثقافة تظاهرات خاصة لنشر ما تم دعمه؟ وفي أية مدينة؟ و كم هو عدد الأغاني التي ستبرمج في كل مهرجان أو تظاهرة؟! علما أن المستفيدين الثمانية ومن يشاركهم فازوا بترشيح 4 أربعة أعمال لكل منهم. فكيف ستتعامل الجهات المختصة مع (32) اثنين وثلاثين أغنية؟! وماهو التاريخ المحدد لإذاعة وبث هذا العدد من الأغاني؟! علما أن الوزارتين أعلنتا عن تنظيم الدورة الثانية لدعم 2012!؟! فهل سيتم إدماج الدورتين في مهرجان و احد؟! أم أن الدفعة الثانية من دعم الأغنية وفي الصيغة النهائية المعلن عنها في 2011 والمنتسبة إليه ستكون محسوبة على نفس السنة والتي لم يتم الإفراج عن دفعتها الأولى إلا بعد طول انتظار! فهل ستلقى نفس مصير الدفعة الأولى وتبقى حبيسة الانتظار؟ فكيف ستتعامل الوزارتان مع الدورة الأولى بعدا الإفراج عن دعمها المتبقي، الذي لم يتوصل به أي من المستفيدين الثمانية؟! وماهي المسالك التي ستسلكها هذه الأغاني؟! هل إذاعيا عبر الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة في الرباط؟! وفي المحطات الإذاعية الجهوية التابعة لها أو عبر الشاشة؟ وهذا يتطلب إبرام اتفاق بين وزارتي الثقافة والشركة المشار إليها؟! أم أن وزارة الثقافة ستقتصر على السيديات والألبومات ؟ وتنظيم سهرات خاصة عمومية كانت أو شبه عمومية، في فضاءات ومسارح ليس إلا؟! إذا كان دعم الأغنية المغربية الذي هو بمثابة إعانات ماليةَ القصد منها خلق حركة فنية غنائية تبدد الجمود، وتلغي الفراغ، فإن التعامل مع هذه التظاهرة التي هي بادرة حسنة تستحق الشكر والثناء، والتشجيع، تتطلب التسييير بوضع تخطيط محكم يعمل للحاضر ويعبد الطريق لغد أفضل يسعى إلى النهوض بالطرب في المغرب. وفي هذا السياق تتوفر وزارة الثقافة على كفاءات لها القدرة على رفع التحدي والسير بالفن الغنائي الجميل إلى مبتغى كل أصحاب الأذواق الجميلة، شريطة أن تفتح لهم المجالات، وتعطى لهم الفرص والتشجيع.. والمملكة بربوعها أفقيا وعموديا، بها فعاليات فنية، من عازفين ممتازين وكتاب كلمات متمكنين من أدواتهم، وملحنين أكفاء ومهندسين مختصين في تقنية الصوتية.. سعيا وراء تمديد عمر هذا الدعم و مباركته والتصفيق بحرارة له، والعمل على تطوير أساليب تفعيله. فالحكم على الدورة الأولى، وهي بداية فقط!، يعتبر لاغيا، لذا لا يمكن إصدار الأحكام إلا بعد تنظيم عدة دورات، غير أن الإسراع بتفعيل التخلص من الدورة الأولى بصيغتها النهائية وإعطاء الحقوق لأصحابها، مطلب منطقي، لأننا على أبواب مشارف سنة 2013، والدورة الأولى كان واجبا تنفيذها وتفعيلها سنة 2011 .