اهتزت ساكنة مدينة بنسليمان مساء يوم الخميس 27 دجنبر (حوالي الساعة السادسة والنصف مساء) لخبر وقوع حادثة سير مروعة, حيث زاغت حافلة لنقل الركاب تابعة لشركة » النقل الممتاز« عن الطريق و ارتطمت بقوة بشجرة كانت موجودة في الجانب, في مشهد جد مؤلم و مفجع. الحادثة وقعت على بعد كيلومترين من بنسليمان بالطريق المتجهة نحو مدينة بوزنيقة حيث كانت تسير الحافلة و على متنها 21 راكبا من بينهم 4 نساء. و قد أصيب جميع الركاب بجروح و رضوض متفاوتة الخطورة, خصوصا سائق الحافلة الذي تعرض لارتطام خطير داخلها أدى إلى قطع رجله اليسرى و تهميش و تكسير وجهه ورجله اليمنى, حيث أشارت بعض المصادر إلى أن حالته خطيرة و ميؤوس منها. و عند سماع الخبر المفجع هرعت جميع المصالح من سلطات عمومية و رجال الدرك و رجال الأمن و الوقاية المدنية إلى مكان الحادث و تناوبت سيارات الإسعاف التابعة لكل من الوقاية المدنية و المندوبية الإقليمية للصحة و الجماعات القروية القريبة على نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي ببنسليمان لتلقي الإسعافات الأولية من طرف الأطر الصحية و الطبية التي تجندت جميعها و بذلت مجهودات كبيرة و هي تسابق الزمن من أجل إسعافهم و تقديم العلاجات الضرورية لهم رغم الإمكانيات المحدودة و الوسائل البسيطة التي يتوفر عليها المستشفى, حيث نقل 10 من المصابين على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط, نظرا لخطورة وضعيتهم الصحية جراء هذه الحادثة المفجعة في حين بقي 8 آخرين منهم بالمستشفى الإقليمي تحت المراقبة الطبية و غادر 4 من المصابين المستشفى بعدما تأكدت إصابتهم بجروح خفيفة . و قد عرف هذا الأخير (المستشفى) حالة من الطوارئ ما بين الساعة السابعة مساء إلى حدود الحادية عشرة ليلا فقد شوهد عامل الإقليم إلى جانب ممثلي السلطات الإقليمية و المحلية و كذا المسؤولين في الأجهزة الأمنية و الدرك الملكي و رجال الوقاية المدنية و بعض رؤساء الجماعات و المنتخبين و هم يتابعون في عين المكان كل الإجراءات المتبعة لتقديم كل الإسعافات التي يحتاجها المصابون في الحادثة, كما تجمهر المئات من السكان أمام باب المستشفى جاؤوا من مختلف الأحياء و المناطق قصد الاطمئنان على صحة و سلامة المصابين و مساعدة رجال الوقاية المدنية و رجال الأمن في نقلهم من و إلى خارج المستشفى و من بينهم أفراد عائلات البعض ممن تعرضوا لحادثة السير المذكورة حيث خيم الحزن و الأسى على الجميع من جراء هول و قوة الصدمة التي خلفتها الحادثة. لكن ما حز في نفوس من عاينوا عمليات تقديم الإسعافات للمصابين هو افتقار المستشفى الإقليمي للأطر الطبية المتخصصة و عدم توفره على الوسائل و الآلات الطبية الحديثة التي تمكن من تقديم الخدمات الطبية الضرورية, خاصة للذين تكون حالاتهم الصحية جد محرجة و معقدة مما تضطر معه الأطر الصحية أمام هذه الوضعية غير السليمة إلى نقل المرضى و المصابين إلى المستشفيات المتواجدة بالمدن القريبة كالدارالبيضاء و المحمدية و الرباط. و بالعودة إلى موضوع الحادثة المشار إليها فقد تضاربت الروايات حول أسباب وقوعها، فحسب تصريح بعض المصابين, فإن السبب الرئيسي هو أن شخصا أو أشخاصا كانوا بجانب الطريق و رموا الحافلة بالحجر فقد معها السائق السيطرة عليها فارتطمت بالشجرة في حين أشارت بعض التصريحات الأخرى إلى أن سائق الحافلة أراد تجاوز أو الابتعاد عن دراجة نارية ذات 3 عجلات كانت تسير في نفس الطريق, لكنه لم يتمكن من السيطرة عليها فزاغت عن الطريق و اصطدمت بشجرة مخلفة إصابة جميع ركابها بجروح متفاوتة الخطورة و قد تكون الفرضية الأخيرة هي الأقرب إلى الحقيقة بسبب أن سائق الدراجة النارية هو أيضا من المصابين و قد قدمت له الإسعافات بنفس المستشفى.