استهجن نجل الرئيس المغتال والمجاهد محمد بوضياف، تصريحات وزير حقوق الإنسان في حكومة سيد أحمد غزالي، المحامي، وعضو المجلس الأعلى للدولة، علي هارون، بخصوص والده المجاهد الراحل الذي كان حسبه غير معروف لدى جيل الاستقلال، وأن اغتياله جعل منه معروفا لدى الجزائريين. ورد ناصر بوضياف على هارون في رسالة نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» بعنف وتهكم لما قال «هل تنصحنا بقتل الناس لإدراجهم في سجل المشاهير»؟ وفي هذا المنطق، تساءل نجل الرئيس الراحل: هل نفرح لاستعمار فرنسا لبلادنا، وقتلها لمئات الآلاف من الجزائريين، باعتبار ان هذا سمح للجزائر بأن تصبح معروفة في المحافل الدولية؟ وتابع المتحدث متسائلا: ما القصد من وراء هذه العبارات التي أدليتم بها؟ في اشارة الى ما ورد في حوار علي هارون مع «الشروق» مؤخرا بخصوص الرئيس الراحل محمد بوضياف، مما قاله هارون «ان بوضياف... وموته صحيح كان تراجيدياً، لكن لا يوجد جزائري لم يبك عليه يوم وفاته، ولو لم يدخل الجزائر لبقيَ مجهولاً»، كما تساءل نجل الرئيس بقوله: هل تلك العبارات متعلقة بالصداقة؟ لا يمكن أبدا أن نفرح لخمسين رصاصة التي اخترقت جسم صديق، أم هو الندم؟ لذلك عليكم التموقع في معركة الحقيقة، وكشف الاغتيال الجبان الذي تعرض له المرحوم محمد بوضياف، ولكن ولأنكم لا تملكون الشجاعة الكافية لقول الحقيقة، فإنكم تعلقون الفعل على أنه «عمل معزول»، ولم يبق لكم سوى تسجيل تصريحاتكم وتعاليقكم في سجل الشيخوخة أو الجبن. وذهب ناصر بوضياف إلى أكثر من ذلك عندما قال أن للغباء عفو دائم، وبالتالي لن تدان من طرف القراء، ولكن في نهاية المطاف، نعود لنحتكم للضمير، ونتساءل مرة أخرى: من أي نوع من الرجال أنت؟ وبأي طبيعة تكون بها النظام الذي جعل منك وزيرا للجمهورية؟ وأضاف بوضياف يقول وإن كانت الشيخوخة هي التي جعلتك تقول مثل هذه التصريحات بشأن سي الطيب الوطني، الذي حسبكم يجب ان يغتال لتعرفه الأجيال، في حين أن الشباب الذي يمثل 70 بالمائة من السكان ينصحونكم بحرارة بالتزام الصمت وعدم ذر الملح على الجرح. وختم ناصر بوضياف الذي يعمل على اعادة بعث الحزب الذي أسسه والده «التجمع الشعبي الوطني» قائلا: سيد هارون، متى تدرك أخيرا بأن بوضياف لم يمت رغم وابل الرصاص الذي تلقاه في ظهره وأطنان الخزف الموضوعة على قبره، في حين لايزال العديد أحياء وهم أموات في عيون الناس، والشعب لن يعتبرهم أبدا بأنهم على قيد الحياة.