أثارت تصريحات الرئيس الأسبق أحمد بن بلة بأن أصوله مغربية وليست جزائرية غضبًا في أوساط المجتمع الجزائري، فبينما تمنى رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني صمت "بن بلة" واحتفاظه بهذه التصريحات ليصطحبها معه في قبره، نددت حركة الشباب من أجل التغيير بالتصريحات وأدانتها بشدة. واعتبر رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني تصريحات الرئيس الأسبق في "غير محلها"، مشيرا إلى أن جيل الاستقلال يريد أن يرى خاتمة طيبة من جيل الثورة وليس العكس، بحسب ما ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية السبت. وأوضح أبو جرة خلال افتتاح "الملتقى الوطني الثامن لإطارات الحركة بتعاضدية عمال البناء بزرالدة" أنه لا أحد شكك في انتماء "بن بلة"، وهل كان جزائريًا أم مغربيًا، مشيرا إلى أن بن بلة كان عليه ألا يخوض في مثل هذه الأمور، وقال: "كل ثورة تقع فيها أخطاء وتجاوزات، فإن كانت التصريحات ترفع من معنويات جيل الاستقلال فنحن نرحب بها، أما إذا كان العكس فكان على صاحبها أن يقبرها معه". وكانت صحيفة "ليبرتي ألجيري" الجزائرية الناطقة بالفرنسية نقلت عن بن بلة قوله -في حوار أجراه مع أسبوعية "جون أفريك" الصادرة بباريس- "نعم، أنا مغربي.. ولدت حقا في الجزائر، وترعرعت بها، لكن والدي ووالدتي مغربيان". واكتشف بذلك الجزائريون أن أول رئيس حكمهم بعد 132 عامًا من الاحتلال الفرنسي وسقوط ملايين من الشهداء مغربي، وليس منهم. وأوضح بن بلة أنه التحق بصفوف الحركة الوطنية المناهضة للاحتلال الفرنسي، وقاوم ضمن المنظمة السرية المسلحة التي حضرت للثورة منذ عام 1947م، ولم يبد أي تعارض بين كونه مغربيا ورئاسته الجزائر مباشرة بعد الاستقلال عام 1962م. وفيما يتعلق برأيه في زعماء جزائريين من جيله، وصف بن بلة رئيسه الأسبق في المنظمة السرية حسين آيت أحمد ب"القبائلي"؛ أي أمازيغي أكثر منه جزائري. وقال عن محمد بو ضياف الرئيس الأول لجبهة التحرير الوطني، التي أطلقت حرب الاستقلال: "إنه لا يعرف شيئًا في الشأن العسكري". وقال بن بلة عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة: "إنه أعزب، ولا يريد أن يتزوج على الرغم من تقدمه في السن"، ووصفه ب"الأخ الأصغر"، ودعا إلى استمراره في الحكم. ومن جانبها ندّدت حركة الشباب المستقل من أجل التغيير، بالتصريحات وأوضحت الحركة أن تصريحات بن بلة تؤكد أن "المناورة وتزوير التاريخ ممارسات لا تزال قائمة"، وتساءلت الحركة "ماذا يجني الرئيس الأسبق للجزائر من خرجته"، بحسب ما نشرت صحيفة "الخبر" الجزائرية السبت 14 مايو الجاري. وأكدت الحركة في بيان لها أنه "بدلا من أن يرد بن بلة على الاتهامات التي وُجهت له في اغتيالات مست أبطال معروفين على غرار العقيد محمد شعباني، الذي أُعدم شهر سبتمبر1964م بسجن "سيدي الهواري" بوهران، يقوم بقصف رجال تاريخهم الحافل مسجل ضمن قائمة الكبار". وعدّدت حركة الشباب من أجل التغيير، شخصيات تعرضت للتصفية، وأشارت إلى أن بن بلة لم يكشف خلفيات ما تعرض له هؤلاء، مثل عبان رمضان، الذي أُغتيل في دجنبر 1957م، والمجاهد كريم بلقاسم شهر أكتوبر 1970م. وعاد بيان الحركة إلى تصريح بن بلة بخصوص قيادته للهجوم على بريد وهران سنة 1949م، وقال: "إن حسين آيت أحمد هو من دبر الهجوم"، كما دعت زعيم الأفافاس إلى جمع رجال التاريخ والشهود، وكل من يمكنه الإفادة بالحقائق التاريخية الصحيحة؛ لكشف "مغالطات" ما صرح به بن بلة. ................................................................................................ شبكة رصد الجزائرية. ناصر بوضياف يرد على بن بله : "أنت عسكري فرنسي في الجزائر" وجه السيد ناصر بوضياف نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف انتقادات لاذعة للرئيس أحمد بن بله نشرها موقع "الجزائر فوكيس " الإلكتروني ردا على التصريحات التي أدلى بها لمجلة "جون افريك" الأسبوع الماضي. وقال ناصر بوضياف " أن بن بله كان دائما في خدمة فرنسا الاستعمارية التي نجحت، كما قال، "في وضع مساعد قلده الجيش الفرنسي الاوسمة والنياشين على رأس الجزائر" وخاطب بوضياف بن بلة قائلا أن "فرنسا اختارتك لتصنع منك صورة واستعملت وسائل الإعلام والجماهير لتنسى رجالا مثل عبان رمضان، ومحمد بوضياف، وأيت أحمد ومحمد خيضر وكريم بلقاسم ". وذكر الرئيس الأسبق بفترة حكمه عام 1963 واعتقال أبيه رفقة فرحات عباس والزج بهما في عمق الصحراء الجزائرية، وقال: "بمجرد وصولكم رأس الدولة الجزائرية اعتقلت شرطتكم محمد بوضياف وكان نفس الشرطي هو الذي اعتقله قبل الاستقلال". ليخلص بوضياف الإبن إلى للتذكير بما قاله أبوه لفرحات عباس عن بن بله من أنه "شخص يستحيل التعامل معه، هو يريد أن يبقى وحيدا، وسيبقى وحيدا لأن حتى الذي جعل منه "حكيم حكماء إفريقيا" لم يتوان في التدخل في حياته الشخصية ونشرها على الساحة العامة"، في إشارة إلى الرئيس بوتفليقة. ورغبة منه في وضع الرئيس الأسبق أمام المسؤولية التاريخية، ذكره أن الشعب لم الإلكتروني يسمح له اعتقال أبيه وفرحات عباس وآخرين وبيع الجزائر لمن يدفع أقل لاسيما وأن "الخرجة" تزامنت مع الذكرى ال 66 لمجازر 8 ماي 1945. المصدر : الجزائر