دعا البرفسور مولاي أحمد العراقي، وزير البيئة الأسبق في اللقاء الدولي الذي نظمته جامعة سيدي محمد بن عبد الله مؤخرا، بتنسيق مع المدرسة العليا للتكنولوجيا في موضوع «الجودة في التعليم العالي» إلى تحييد قطاع التعليم وعدم تسييسه، وذلك بوضع استراتيجية تشاركية تسعى إلى إقرار تعليم عالي عمومي وخاص يستجيب لحاجيات المغرب في كل المجالات، كما تطرق في مداخلته إلى المنظومة التربوية والإصلاحات التي عرفها قطاع التعليم العالي، مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود بين الدولة والمتدخلين في القطاع، وصولا إلى إعداد أجيال فاعلة قادرة على مواكبة التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم في كل المجالات، كما أعطى عدة تصورات لبلورة جودة عالية في المنظومة التربوية لجعل التعليم قاطرة حقيقية للتنمية المنشودة . من جهته تحدث د محمد كنيدري عن بيداغوجية الجامعة والتكنولوجيات الحديثة في الإعلام والتواصل، مستعرضا التطورات الحاصلة في ميدان البيداغوجيا منذ نشأتها إلى الآن، خاصة في تلقين الدروس الجامعية. وشدد على أهمية استغلال الوسائل الحديثة في التعليم العالي . البرفسور كريم علاف من جامعة لاروشيل بفرنسا تناول في عرضه موضوع التعليم العالي الجامعي كقوة أساسية في الدول العربية . أما الدكتور فرسي السرغسني رئيس الجامعة، فقد أكد أن موضوع الجودة في التعليم العالي من خلال المواضيع المرتبطة بهذا اللقاء الدولي يشكل النواة الحقيقية للوصول إلى تعليم عال ذي جودة رفيعة نافعة للوطن، مشيرا إلى أن كلا من قطاعي التعليم العالي العام والخاص يعدان قطاعين يكمل كلاهما البعض. وأضاف قائلا «.. لعل الأساتذة الباحثين سيتوجون اللقاء بتوصيات هامة في هذا الباب لتطوزير تعليمنا وجعله في خدمة التنمية المستدامة». وعرفت الجلسة الثانية من هذا اللقاء تدخل افلين غارنييه من جامعة باريس الشرقية والتي تحدثت عن أهمية جودة التعليم العالي في كليات العلوم والتقنيات من خلال البحث والبيداغوجيا، كما شارك في اللقاء البرفسور محمد ازمي نور محمد من جامعة كولالمبور بماليزيا الذي تطرق في عرضه إلى التجربة الماليزية وما حققته من طفرة علمية في مختلف المعارف والعلوم التي يتلقاها الطلبة . أما د سليمة عيوش من جامعة ليل سابقا فقد حثت على ثقافة الجودة كمدخل أساسي لتعليم عالي جيد ونافع . وبالمناسبة تم تكريم مجموعة من الأساتذة الجامعيين والمسؤولين في مقدمتهم د فارسي سرغيني رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله نظرا لما قدمه ويقدمه من خدمات علمية مما جعل الجامعة قبلة لرواد العلم وطنيا ودوليا وذ عبد اللطيف صفوان مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس وذ فريد زروق المنسق العام للندوة وسليمة عيوش وفاطمة بنخضرا رئيسة جمعية أفاق والسيدة كلود الهاروشي زوجة الراحل البرفسور الهاروشي الذي أعطى الكثير في مجالات متعددة إلى أن وافاه الأجل . أشغال الندوة توزعت على مجموعات من الورشات ناقشت قضايا التعليم والجودة من خلال استعراض مجموعة من التجارب العالمية وأسفرت عن إصدار مجموعة من التوصيات الهامة . وعلى هامش هذا اللقاء تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله ونظيرتها جامعة بورغاس ببلغاريا تقضي بتعزيز أواصر الصداقة وتبادل الخبرات وتكثيف اللقاءات والاستفادة من تجارب الجامعتين في البحث العلمي. هذا وخص د زروق فريد منسق الندوة العلمية الدولية جريدتنا بتصريح أشار فيه الى المجهودات التي بذلت لإنجاح اللقاء الذي حقق الأهداف المتوخاة منه من خلال المداخلات العلمية والتوصيات الهامة التي أسفر عنها والطرق الكفيلة لجعل تعليمنا العالي يرقى إلى مستوى الجودة من خلال التجارب الحديثة والطرق البيداغوجية في مجال التربية والتعليم سواء في القطاع العام أو الخاص .