سجلت البطولة الوطنية لكرة القدم في سنواتها الأخيرة عملية انتدابات فاقت المتوقع، إلى درجة تعاقد بعض الفرق مع فريق كامل باحتياطييه، دون اعتبار لحق اللاعب في الممارسة حفاظا على جاهزيته وتطوير إمكانياته التي لن تتأتى إلا بالمزاولة الفعلية، وأصبحنا أمام عملية شبيهة بالتباهي ونفخ الذات أمام باقي الفرق. قد نجد مبررات لما يحصل في بعض الأندية التي لا ترتكز على مقومات الاختيار في انتدابات اللاعبين، لأن من يقومون بها لا يملكون أدوات الاختيار و« شمة » المنقبين، فغالبا ما ينحصر عملهم في ما هو إداري، لكن أن يتكرر الأمر مع تقنيين قاموا بعملية حصد لكل لاعبي البطولة «المتميزين» ليركنوا أغلبهم في دكة الاحتياط أو يتابعوا المباريات من المدرجات، فذاك ما لا نجد له مبررا. الحديث اليوم عن هذا الموضوع مرده إلى الأخبار المتسربة من بيت الرجاء البيضاوي، والتي تفيد بأن الفريق الأخضر يستعد للاستغناء عن مجموعة من اللاعبين، أغلبهم ممن تم التعاقد معهم في فترة الانتقالات الصيفية وظلوا على هامش الاهتمام، وكأنهم تعاقدوا مع الفريق ليضمنوا تقاعدا مؤقتا يفقدوا معه الكثير من إمكانياتهم البدنية والتنافسية. ونستغرب أكثر، حين يتم الرد على المتسائلين بأن هؤلاء اللاعبين يصعب عليهم ضمان مكان في التشكيلة الرسمية لصعوبة التنافس على المراكز مع تواجد لاعبين آخرين متميزين. فهل حصل ذلك قبل التعاقد معهم أم بعده؟ لأن الجواب عن هذا السؤال سيكشف الكثير من عبث الانتدابات. فما ذنب لاعبين أمثال بدر كشاني، وياسين الواكيلي، وعبد المجيد الدين، وإسماعيل كوشام وبصور، أن يوقعوا للرجاء ليناموا في مستودعات ملابس باردة؟ وما ذنب شمس الدين الشطيبي، وحمزة بورزوق، وعبد الفتاح بوخريص، ورضوان الضرضوري لينتقلوا من درجة متميزين إلى حالمين بالمشاركة ولو في لقاء ببطولة نظن أنها لا تستحق كم الانتدابات المبالغ فيها؟ ما نخشاه اليوم، هو أن الاستغناء عن لاعبين متميزين تم التعامل معهم كقطاع غيار غير مستعملة، أن يتم تعويضهم بقطع غيار أخرى ستعيش نفس المصير، كالحارس أنس الزنيتي، إذا ما صح خبر توصل الطرفين إلى اتفاق في الموضوع.