فجر الفنان محمد باجدوب «قنبلة» موسيقية، في الندوة الصحافية التي عقدتها جمعية هواة الموسيقى الأندلسية مساء أول أمس الاثنين بالدارالبيضاء، عندما تساءل عن مصير تسجيلات ثماني نوبات من الموسيقى الأندلسية أنجزها الرواد أحمد البوكيلي، عبد الكريم الرايس، ادريس بنجلون، باجدوب وآخرون، بشراكة وتعاون مع منظمة اليونيسكو في سبعينيات القرن الماضي، تسجيلات اعتبرها باجدوب، مرجعية موسيقية ذات قيمة لا تضاهى، ونموذجاً فريدا ومميزا لجيل الشباب للنهل من معين الموسيقى الأندلسية الأصيلة، كاشفاً أنه تم إنجاز نسختين، الأولى احتفظ بها أستاذه ومعلمه ادريس بنجلون، والثانية وضعت في خزانة الإذاعة الوطنية، دون أن يظهر لها أثر، داعياً جمعية هواة الموسيقى الأندلسية إلى بذل الجهد للكشف عن مصير هذه التسجيلات الفريدة في قيمتها، موضحاً أن مصير التسجيلات لدى الإذاعة، وحسب ما توصل إليه من معلومات أخذت وجهة أخرى غير وجهة رفوف خزانة الإذاعة، بينما مصير تسجيلات القيدوم الراحل، ادريس بنجلون، فقد أوضحت جهات من الجمعية المذكورة، التي أربكها التدخل الصريح وغير المتوقع لباجدوب، أنها «فسدت» ولم تعد صالحة للاستعمال، كما توصل بها من ورثة القيدوم، الأمر الذي »استفز» الفنان باجدوب، مطالباً بكل إلحاح، فعاليات الجمعية وكل الغيورين ببذل الجهد للحفاظ على ما هو تحت اليد عن طريق الترميم والإصلاح، انطلاقاً مما هو متوفر من وسائل تقنية عالميا تفادياً للضياع. وقد جاء الكشف عن المصير المجهول لتسجيلات موسيقية لطرب الآلة أنجزها رواد الموسيقى بالمغرب في السبعينات من القرن الماضي، في سياق إعلان جمعية هواة الموسيقى الأندلسية عن تنظيم فعاليات الدورة التاسعة للملتقى الدولي للموسيقى الأندلسية التي ستحتضنها كل من مدن الرباطوالدارالبيضاء والجديدة في الفترة الممتدة ما بين 28 نونبر الجاري، والثاني من شهر دجنبر المقبل، على التوالي بمسرح محمد الخامس، مركب ميغاراما، مسرح محمد السادس، مسرح محمد سعيد عفيفي ومنتجع مازاغان، دورة تعتبرها الجهة المنظمة، لتكريس سُنَّة موسيقية حميدة تتغيا الحفاظ على إرث طربي سماعي عريق له جذور متينة في التربة المغربية وله فروع في أهواء دول البحر الأبيض المتوسط، التي ستكون بعض بلدانها ضيفة على هذا الملتقى، وهي البرتغال، إسبانيا، الجزائر، تونس وسوريا. الدورة التاسعة اعتبرها باجدوب، أيضا، و الذي كان متفاعلا مع ما يروج فيها من معطيات ومستجدات، دورة «الشكر لله، على أنه مازال حاضراً فيها، وعلى ما وصلت إليه الموسيقى الأندلسية في المغرب، من خلال أيادي أمينة حاضنة، ومن خلال ما ستفرزه من طاقات»، ملتمسا من الجهة المنظمة توسيع دائرة الاستفادة من هذا الملتقى الدولي الموسيقي ليشمل مدنا مغربية أخرى، التي قال عنها إنها تختزن كنوزا من الطاقات الموسيقية الشابة تتحين الفرصة للتعبير عن ذاتها فنيا، كما التمس ، أيضا، من جمعية هواة الموسيقى الأندلسية، الالتفاتة إلى أحد رواد هذا الفن المغربي العريق ألا وهو أستاذه ومعلمه ادريس بنجلون، وذلك بتخصيص تكريم له على غرار أسماء فنية وشعرية .. كانت محط تكريم في دورات سابقة . هذا، وقد أعلنت جمعية هواة الموسيقي أن الدورة الحالية ستتشكل من (6) سهرات، سيؤثثها على التوالي، أوركسترا الموسيقى العربية الأندلسية من تلمسانبالجزائر بمعية المنشدة ليلا بورسالي، وأوركسترا المرحوم العربي لمرابط من طنجة بمعية المنشدين محمد لعروسي وأحمد مربوح، وأوركستر الموسيقى العربية من تونس رفقة المنشدين فؤاد بلحاج يوسف، ووجدي المزالي وحياة جبنون، وأوركسترا شباب المغرب بمعية المنشدين محمد العثماني، فتاح بنيس وسعيد الشرايبي، وأوركسترا نسيم الأندلس من وجدة رفقة المنشد عمر شهيد، وأوركسترا أحباب الشيخ صالح من وجدة رفقة المنشد نصر الدين شعبان، وفرقة الرقص المعاصر من البرتغال (فادو)، وعزف مشترك بين أوركسترا المرحوم البريهي وأوركسترا الموسيقى بمكناس بمعية المنشدين أنس العطار، وحميش، ومحمد باجدوب ومروان حاجي، ثم أمسية عزف مشترك بين أوركسترا المعهد الموسيقي بتطوان وفرقة فلامينغو من إسبانيا رفقة المنشدين المهدي شعاشعو ومروان حاجي.. وسهرة ختامية تحييها أوركسترا الموسيقى الكلاسيكية بمعية المطرب السوري بدر رامي قبل تقدم وصلة العزف المشترك بين أوركسترا المرحوم عبد الكريم الرايس وكورال دار الآلة بمشاركة محمد برويل، عبد الرحيم الصويري، وأحمد مربوح.. وموازرة مع هذه الأنشطة الموسيقية، ستشهد هذه الأيام «الأندلسية» أنشطة ثقافية تؤثثها ندوات ثلاث، تقارب في مضامينها قضايا الموسيقى الأندلسية كفن مغربي عريق، يتم خلاله تكريم الشاعر الأندلسي المغربي لسان الدين ابن الخطيب، الأولى تقارب مسألة الشعر في الموسيقى الأندلسية، والثانية الوظائف الفنية في الموسيقى الأندلسية، والثالثة تلامس موضوع الموسيقى الأندلسية بين الثابت و المتحول.. وجميعها ستعقد بدار الآلة بمنطقة الحبوس بالدار البيضاء.