بعد الإعلامية الفرنسية من أصل لبناني، ناهدة نكد التي أقيلت من منصبها كمديرة لهيئات التحرير الثلاث، الفرنسية، الانجليزية والعربية التي اكتشفها المشاهد المغربي خلال الندوة الصحفية شهر يونيو المنصرم للترويج لهذه القناة التابعة لمؤسسة الاعلام السمعي البصري الخارجي لفرنسا، يتبوأ الاعلامي الفرنسي اللبناني الأصل، مارك الصيقلي مكانها لتسيير دواليب هذا التلفزيون. غير أن الصيقلي، الذي عهدت إليه ماري كريستين ساراغوس الرئيسة المديرة العامة الجديدة لمؤسسة الإعلام السمعي البصري الخارجي لفرنسا خلفا لآلان بوزيلاك، الذي اضطر لتقديم استقالته يوليوز الماضي، مشعل تدبير أمور «فرانس 24»، لن تكون علاقته «متشنجة» مع القطب المغاربي في القناة كما كان في وقت سابق من عهد ناهدة نكد. فهذا الرجل سبق وأن خبر الإعلاميين المغاربة والمغاربيين ووقف عن قرب على مهنيتهم وقدرتهم في صنع إعلام منافس ذي إشعاع مغربي ودولي، فقد كان الصيقلي منذ حوالي سبع سنوات شاهدا على ميلاد تجربة إعلامية مغربية تعتمد الأخبار كأساس لها ومنبرا يتحدث بلسان المغاربة والمغاربيين وحوض البحر الأبيض المتوسط، ولم تكن هذه القناة سوى «ميدي 1 سات» هنا من طنجة بوابة المغرب. فقد قضى الصيقلي، الذي سوف تصاحبه في مهمته هاته على الواجهة الإذاعية لمؤسسة الاعلام السمعي البصري الخارجي لفرنسا، سيسيل ماجي التي خلفت آن ماري كابوماتشيو على رأس إذاعة فرنسا الدولية الناطقة بالفرنسية، حوالي سنتين ونصف على رأس إدارة التحرير في «ميدي 1 سات» ليغادرها شهورا قبل تنحي بيير كازالطا، الرئيس المدير العام الاسبق لمحطة «ميدي 1 سات» عن تدبير هذا التلفزيون سنة 2008 تزامنا مع ظهور القناة الفرنسية « فرانس 24» في نسختيها الفرنسية والعربية. كانت علاقة الصيقلي، الذي شغل الى حدود تعيينه في منصبه الجديد مديرا للأخبار الجهوية على قناة «فرانس3» ، وقبلها شغل منصب رئيس تحرير القسم الشؤون الدولية بذات القناة التي انطلق مساره المهني بها كصحفي ومقدم أخبار سنة 1988، بزملائه في «ميدي 1 سات» جيدة، يحسن الاصغاء ويشارك الصحفيين همهم المهني.. يسهر على تطوير قدراتهم ومهاراتهم الإعلامية، كما أنه إعلامي ملم ومتتبع للقضايا المحلية والأوربية والدولية. تشاء الأقدار أن تظل القناة الفرنسية «فرانس 24» تحت الجناح الفرنكفوني اللبناني، لكن قد يكون الأفق ورديا بالنسبة للإعلاميين المغاربة تحديدا والمغاربيين والعرب بشكل عام في هذه القناة مع رجل مثل الصيقلي، الذي احتسى يوما كأس «شاي منعنع» طنجاوي» وتذوق طعم «البيصر» كما ساكنة طنجةالعالية، عروس الشمال، ساكنتها مثلما اقتسم هموم الاعلام في بلد المهجر ومرارة «الطائفية المهنية».