قالت مصادر من مجلس مدينة الدارالبيضاء، إن هذا الأخير يتهدده «البلوكاج» من جديد. وأضافت هذه المصادر أن أعضاء المكتب المسير رفقة محمد ساجد، غاضبون من الطريقة التي أصبحت تدبر بها المدينة على مستوى الجماعة الحضرية، مشيرة إلى أن المكتب لم يلتئم منذ أزيد من ثمانية أشهر، ورغم أن دورة أكتوبر، أي دورة الميزانية على الأبواب، لم يتمكن محمد ساجد، من عقد اجتماعه مع أعضاء مكتبه، لتسطير جدول أعمال الدورة، كما ينص على ذلك القانون. غضب نواب ساجد، جاء بعد أن علموا أن الانتخابات البلدية لن تجرى قبل أوانها، حين تم التصويت على الدستور الجديد، ذلك أن ساجد كان قد شكل لجنا قبل ثمانية أشهر موازية للجن القانونية التي ينص عليها الميثاق الجماعي، في إطار ميثاق شرف وقعه مع معظم الفرقاء داخل المجلس، لفك حالة البلوكاج، التي عاشها المجلس طيلة سنة و ثلاثة أشهر، عطلت العديد من المشاريع، بعد احتجاجات خاضها أعضاء هذا المجلس لما اعتبروه تهميشا لدورهم داخل الجماعة واتهام ساجد بالانفراد بالقرارات واعتبار الجماعة مرتعا للفساد والاختلالات المالية . اللجن الموازية المشكلة على إثر ذلك، أصبح نواب ساجد يرون أنها غير قانونية ، وأن سبب وجودها لم يعد موجودا مادامت الانتخابات مازالت بعيدة، وبالتالي يجب أن تعود الأمور إلى طبيعتها القانونية، أي الاشتغال باللجن التي ينص عليها الميثاق الجماعي وإعادة التفويضات لنواب الرئيس، بعد أن سحبت منهم خلال التوقيع على ميثاق الشرف! ومازاد من احتقان الأجواء، كون رئيس المجلس منح تفويضا مهما لأحد نوابه في حزب العدالة والتنمية، وهو التفويض المتعلق بالأشغال، واقتصر على منح تفويضين آخرين، الأول لنائبه الأول احمد بريجة والثاني لعبد الرحيم وطاس، فيما ظل باقي النواب بدون مهام وبدون أي تفويض. بعض رؤساء المقاطعات من جهتهم، اعتبروا أن ميثاق الشرف الموقع عليه من طرف الفرقاء، نفذت منه ثلاث نقط رغم أنه ينص على أربع نقط، وهي النقطة المتعلقة برؤساء المقاطعات التي لم يتم تفعيلها، وقد صرح سعيد حسبان رئيس مقاطعة الفداء بهذا الخصوص، بأن الغرض من عقد ندوة الرؤساء ، هو التصدي لأي بلوكاج محتمل يهدد المجلس، بعيدا عن أي حسابات سياسية، موضحا أن هذا البلوكاج سيكون أشد من سابقه، لهذا راسلوا ساجد بخصوص عقد الندوة، بتاريخ 15 أكتوبر، وإذا لم يتلقوا حوابا منه ، فإن الرؤساء سيعقدون ندوتهم يوم 18 من ذات الشهر بدون حضوره. واعتبر حسبان أن المقاطعات المفروض أنها عماد المدينة ونجاحها رهين بنجاح العمل الجماعي البيضاوي المجسد في مجلس المدينة، تسبح في واد، ونواب ساجد يسبحون في واد آخر والإدارة الجماعية في واد ثالث ، واللجن في وديان أخرى! وتساءل هذا المسؤول إن كانت بنود ميثاق الشرق قد قلصت من الفساد الإداري والاختلال المالي الذي من أجله احتج الجميع وأدى إلى بلوكاج البيضاء لأزيد من سنة، وبالتالي هل مازال لميثاق الشرف أي جدوى؟! غضب المسؤولين في المقاطعات والجماعة الحضرية للبيضاء، تزامن مع مشاكل لا مخرج لها يعيشها التدبير الجماعي البيضاوي، أبرزها أن وزارة الداخلية امتنعت عن صرف ميزانية مجلس البيضاء برسم 2012، طيلة تسعة أشهر ولم تفرج عنها إلا قبل أسابيع، وارتكز قرارها، على الحالة الكارثية المالية التي بلغتها خزينة جماعة الدارالبيضاء، التي أصبحت مثقلة بالديون، و بلغت الخط الأحمر بخصوص القروض، ولم تعد لها ضمانات تقدمها من أجل تسديد ديونها واقتراض أموال أخرى، اللهم حصتها من الضرائب المحولة من وزارة المالية، وتلك كارثة أخرى!