يبدو أن الأمر الوحيد ربما الذي يجمع بين كل مكونات رياضة الملاكمة المغربية، يظل هو التوافق الذي يجمعها حول الثقة الموضوعة في شخص جواد بلحاج رئيسا للجامعة. فكل الأخبار المحيطة بالجمع العام المقبل الذي سينعقد يوم الأحد تشير إلى توافق الجمعيات والأندية والعصب على تجديد الثقة في بلحاج لولاية أخرى، علما أنه المرشح الوحيد المعلن لنفس المنصب. هكذا إذن، ينعقد الجمع العام لجامعة الملاكمة يوم الأحد بسلا، في ظل ذاك التوافق، وكذا في ظل أجواء مشحونة أسقطت رؤوساء قادت لفترات طويلة عدة عصب جهوية تابعة للجامعة والتغييرات التي عرفتها أيضا مجموعة من الأندية،كان آخرها نادي الدفاع الحسني الجديدي، الذي عقد جمعا استثنائيا، يوم الخميس، أقال فيه رئيسه السابق وانتخب خلفا له. وفي ظل حراك تشهده المنظومة الرياضية الوطنية، بعد حالة الاحتقان الذي خلفه الحضور الباهت وغير المشرف للرياضة الوطنية في ألعاب لندن الأولمبية الأخيرة. على هذا الأساس، عدة أجوبة ينتظرها الرأي العام الرياضي خاصة المتتبع منه لرياضة الملاكمة، من أشغال هذا الجمع المطالب بتوضيح وتفسير كل تفاصيل ما حدث في لندن، ووضع صورة واضحة لواقع هذه الرياضة وما ينتظرها في المستقبل القريب والبعيد. الجمع مطالب في نفس الوقت، بالإجابة عن أسئلة يطرحها المتتبعون، حول علاقة الجامعة بالوزارة الوصية والتوتر الذي شهدته هذه العلاقة مؤخرا كما تناولته وسائل الإعلام، الإجابة كذلك عن سؤال الجانب المالي وتفاصيل التقرير المالي وتكاليف المشاركة في الأولمبياد، والإجابة على مواضيع تخص التكوين، التأطير التقني، التحكيم، دور العصب، دعم الأندية، وكذا كل القضايا المتعلقة بالملاكمة الوطنية. الأكيد، أن الملاكمة ظلت على امتداد التاريخ الرياضي الوطني، حاضرة بقوة في كل المحافل القارية والدولية، والأولمبية بشكل خاص، كما ظلت الرياضة التي يراهن عليها لحصد الألقاب والميداليات في مختلف التظاهرات والبطولات، وعلى ذلك الأساس، كان الاهتمام مركزا عليها، وهو نفس التركيز الذي سيكون حاضرا في جمعها العام ليوم الأحد، خاصة بعد كل الهزات التي عرفتها عصب الجامعة الجهوية، ورياح التغيير التي هبت عليها وأسقطت رؤساءها لفسح المجال لوجوه ودماء جديدة. ينعقد إذن الجمع العام في ظل هذه الأجواء التي يمكن أن توصف بالأجواء المشحونة. فماذا أعد المكتب الجامعي لهذه المحطة؟ وماذا سيقدم رئيسه جواد بلحاج لإقناع مكونات الجمع ومعهم المتتبعين من تفسيرات حول واقع الملاكمة المغربية، حصيلة العمل الإداري والتقني، وهل سيطرح برنامجا جديدا للنهوض بهذه الرياضة، وهل سيقدم تفاصيل ما يجري ويدور بشفافية وبوضوح؟ على مستوى الشكل، يمكن القول إن الجامعة قد احترمت القوانين المعمول بها المنظمة للجموع العامة، فقد قامت بتوزيع ملف الجمع (التقارير) على مختلف مكونات هذا الجمع وفي الفترة القانونية كما أكد رئيس نادي بالدارالبيضاء. وعلى مستوى المضمون، وكانت للجريدة فرصة الاطلاع على التقريرين الأدبيين لموسمي 2010 - 2011 و2011 - 2012، والتقريران يوجدان في كتيب ب24 صفحة، يحتويان على الفقرات التالية: أ - أنشطة الجامعة خلال الموسمين السابقين: 1 -أهم الأنشطة. 2 -اجتماعات المكتب الجامعي والمكتب التنفيذي للجامعة. 3 -البرامج الخاصة بتنمية الملاكمة الوطنية . 4 - استمرار الدعم المالي للجمعيات والعصب الجهوية. ب: المعطيات الإحصائية والأنشطة الرياضية للموسمين الرياضيين السابقين. بالنسبة للتقرير المالي وجاء في تسع صفحات، فأكيد أن النقاش سيركز، كما حدث في الجموع العامة السابقة، على حسابات الجامعة وطريقة تدبير الجانب المالي، ومداخيل الجامعة وقيمة الدعم المقدم من طرف الوزارة الوصية. ويمكن الحديث هنا عن رصيد الجامعة للموسم الرياضي 2010 - 2011 وقيمته 8.312.243 . 11 ، ورصيد موسم 2011 ، 2012 فبلغ ما قيمته: 6.894.758.46. كما يمكن الحديث في هذا السياق، عن نجاح الجامعة في استقطاب دعم مجموعة من الشركاء والمدعمين ويصل عددهم إلى 13 شريك من القطاعين العام والخاص يقدمون دعما ماليا هاما للجامعة، وصل في نهاية موسم 2011 مثلا إلى حوالي مليار و200 مليون سنتيم.في هذا الجانب، لا يخفى وجود تذمر وسط الأندية والعصب، التي تشتكي من هزالة الدعم الممنوح لها، وتعتبره لا يرقى إلى مستوى تطلعاتها في الرقي بالملاكمة في ظل البؤس التي تعيش فيه غالبيتها. هلى هذا الأساس، ينتظر من محطة الجمع العام أن تؤسس لعلاقة جديدة بين الجامعة وبين العصب والأندية عبر منح هذه الأخيرة دعما يناسب المشروع الكبير المتعلق بتطوير رياضة الملاكمة المغربية.