-1 لاشيء سوى الخواء.. ولاشيء سوى الضجيج.. ضجيجٌ أشد وأكثر ضجيجاً.. خواءٌ أكثر وأكبر خواءً.. خواءٌ مليء بالضجيج.. ضجيجٌ مليء بالخواء.. في كل الساحات.. في كل المساحات.. كل شيء يَضُجُّ بالضجيج...ُ وكل شيء يضُجُّ بالخواء.. وفي كل يوم.. وفي كل ليل.. وفي كل نوم.. نقرأُ الخواء الضجيج.. نسمع الضجيجَ الخواءْ.. نلمس الخواءَ الضجيجَ، نتنفس الضجيج الخواء.. وإذا راودنا حلمٌ، حلمنا بكوابيس الضجيج تخنقنا.. وبكوابيس الخواء.. فنستفيق ككل مرة، وليس في رئاتنا سوى بقايا هواء. -2 لاشيء سوى الخواء.. وكل الأمكنة تضج بالخلاء.. خواءٌ خلاءٌ.. خلاءٌ خواءْ.. كأن لا آدم وُلد فيها.. كأن ما من حواء. تَدُورُ العَقَاربُ في ظلمةِ الهزيع، فما من ثوانٍ، وما من صباح، وما من مساء. كأن وقتي كسيحٌ، جناحاً جريحٌ، طَرِيحٌ، يمقته الهواء. -3 يدور الخواء في الخواء على الخواء.. ولاشيء سوى الضجيج.. ضجيج الفراغ.. فراغ الضجيج، في خلاء البوار، خلاء اليباب اليباس البيات.. كأن كل هذي الحياة.. لا تضج إلا بالأموات. «فراغ الفراغات.. وكل شيء فراغ« وكأن، كل طريق عن طريقه زاغ! -4 لا حكمة إلاّ حكمة البراميل الفارغة: »تُحْدِثُ البراميلُ الفارغة من الضجيج أكثر مما تحدثه البراميل الملآنة«