يقول بعض المغاربة: «إذا كان توسع الإمبراطورية العثمانية قد توقف عند الجزائر ولم يصل إلى المغرب منذ عدة قرون، فإن تركيا اليوم استطاعت أن تجد لها موضع قدم في هذا البلد الواقع في أقصى غرب العالم العربي، من خلال الأعمال التلفزيونية الدرامية. فبعض مشاهير الدراما التركية، حسب مت أوردته «القدس العربي» صاروا معروفين في البيوت المغربية، ومن بينهم الممثلة توبا بويوكتسن الشهيرة ب«لميس»، التي زارت المغرب بدعوة من إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال مواد التجميل تعتزم إطلاق منتوج لها جديد، وسبق لها أن سجلت قبل أزيد من عام وصلة إعلانية خاصة بمجمعات سكنية جديدة في الدار البيضاء. وقامت «لميس» «سنوات الضياع»، في إطار المبادرات الاجتماعية التي تقوم بها «بروكتر آند كامبل»، الجمعة بزيارة لجمعية «التضامن النسوي»، التقت خلالها برئيستها عائشة الشنا وأيضا بعدد من المستفيدات من خدمات هذه الجمعية من «أمهات عازبات». وتعتبر هذه الزيارة، التي اختتمتها الحسناء توبا بارتداء القفطان المغربي خلال حفل أقيم على شرفها السبت، الثانية من نوعها للمغرب بالنسبة لها، كما عرفها وأحبها المشاهد المغربي بعد أدائها لدور «لميس» في مسلسل «سنوات الضياع»، إذ سبق وزارت شهر يناير من السنة الماضية قرية للأطفال بدار بوعزة بنواحي الدارالبيضاء. كما وجد الممثل التركي ‹كيفانج تيتالوغ› الشهير ب›مهند› حظوة خاصة لدى العديد من مشاهدي المسلسلات التركية التي أصبحت تملأ شاشات التلفزيون المغربية وتلقى نسب مشاهدة مرتفعة، ولاسيما بسبب ترجمتها إلى العامية الشرقية أو المغربية. وإذا كانت الأعمال الدرامية التركية التي أزاحت نظيرتها المصرية من مجال المنافسة في المغرب تحفل بمناظر من الطبيعة والعمران التركي، فإن ذلك كان عاملا أساسيا في ارتفاع نشاط الرحلات السياحية نحو بلد مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الدولة التي حملت اسمه في 1923). وفي هذا الإطار، تتنافس وكالة الأسفار المغربية في تقديم عروض مغرية للمغاربة الذين يعود من سافر منهم إلى اسطنبول ومدن تركية أخرى بحكايات شائقة حول حضارة ذلك البلد وكذلك حول أسلوب التمدن المنتهج فيه حاليا.