أدان «الفيدراليون» بفاس، في وقفة نظمت داخل مدرسة حي الشهداء بحي باب الخوخة التابع لمقاطعة فاسالمدينة، الاعتداء الذي تعرضت له الأستاذة حورية العوقي، مساء يوم السبت 22 شتنبر 2012، من طرف أم لتلميذة، بعدما اقتحمت حرمة المؤسسة ، واعتدت على الأستاذة داخل قسمها وأمام تلامذتها، حيث نقلت على إثره إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس لتلقي الإسعافات الضرورية، كما عبر النقابيون عن تضامنهم المطلق معها ومساندتها إلى حين رد الاعتبار إليها. كما أدان البيان الذي صدر بالمناسبة، الحملات الممنهجة التي تشن على الأسرة التعليمية وتمس كرامتها، حيث طالب حميدة النحاس، الكاتب الجهوي للفدش، السلطات المعنية بفتح تحقيق في النازلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المعتدية، التي اقتادها رجال الأمن إلى مخفر الشرطة للاستماع إليها، كما طالب المحتجون صباح يوم الإثنين الماضي بالضرب بيد من حديد على من سولت له نفسه اقتحام حرمة المؤسسات التعليمية. وحسب شهود عيان، فإن المعتدية أم لتلميذة، انهالت على الأستاذة بالضرب والسب والشتم والكلام الساقط، مما تسبب لها في انهيار عصبي وصف ب «الحاد » . وقد استنكر مدير المؤسسة في كلمة ألقاها أمام المحتجين الاعتداءات المتكررة والهمجية التي يتعرض لها نساء ورجال التعليم، كما حمل الفيدراليون في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه، الوزارة الوصية مسؤولية الوضع غير الطبيعي الذي أصبح يعيشه نساء ورجال التعليم داخل المؤسسات التعليمية، وضرورة توفير الحماية لهم داخل المؤسسات. وعشية نفس اليوم توزعت نفس العناصر للمشاركة في حملات من أجل إيقاف أشخاص مبحوث عنهم في مجالات السرقة والاتجار في المخدرات، وآخرين قدمت في حقهم شكاوى، وذلك بكل من حي عمر بن الخطاب، وحي الفرح، وحي درب الكبير، هذا الحي الأخير الذي داهمته قوات الأمن التي حلت على متن حوالي ست سيارات و أكثر من 12 دراجة نارية إضافة إلى عناصر «البلير» وبلغ عدد المشاركين في الحملة حوالي 60 أمنيا، كللت بإيقاف أشخاص مبحوث عنهم، فضلا عن آخرين وبحوزتهم مواد مخدرة، بالإضافة إلى إيقاف عدد من الأشخاص من اجل التدقيق في هويتهم. تدخل أمني محمود ومرغوب من طرف المواطنين والفاعلين الذين يؤكدون عليه ويطالبون به، وذلك من أجل استتباب الأمن والحفاظ على سلامتهم البدنية وسلامة ممتلكاتهم، إلا أن بعض هذه التدخلات لاتخلو من ملاحظات بشأن ممارسات شائنة وغير مقبولة من طرف بعض الأمنيين، الذين يتحولون خلال هذه «الفتوحات» المناسباتية إلى «فتوات»، متناسين واجبهم المهني ووظيفتهم الأساسية المبنية على الاحترام والأخلاق في المقام الأول، والتي لاتستثني لامواطنين ولاصحافيين، ومناسبة القول ما تلفظ به وصدر عن بعض الأمنيين الذين شاركوا في حملة درب الفقراء، حيث تم نهر بعض المارة الذين دفعهم الفضول إلى محاولة استطلاع الأمر بكلام نابٍ وساقط واستهدفت به النساء والرجال على حد سواء، وخدش مسامع الصغار بدورهم، كما تم استعمال العنف من أجل منع تصوير التدخل بواسطة هاتف نقال لشاب من سكان الحي، وهي الملاحظة التي أصبحت «وصمة عار» في جبين من يعملون على المس بصورة رجل الأمن والمؤسسة الأمنية ككل، والتي تكررت في وقت سابق خلال «فتح» سالف استهدف مقهى بشارع الفداء تم خلاله حجز «رياشة» وإيقاف أشخاص للتحقق من هويتهم، وهو التدخل الذي صال أحد عناصر الفرقة الوطنية وجال فيه، مانعا أيا كان من مجرد الاقتراب من الرصيف المؤدي إلى المقهى بدعوى أنه «مسرح للجريمة»، وكال السب والقذف للصحافة الوطنية رغم الإدلاء بالهوية، ونفس السيناريو تكرر كذلك في تدخل آخر على مقربة من سينما الزهراء بزنقة بني مكيلد في وقت سابق، ليتضح أن هناك من يسعى إلى خلق هوة بين الصحافة والأمن على الخصوص، وبين المواطن والأمن بشكل عام، وهناك من له نية تصفية حسابات ما ويريد أن يبعث برسالة مفادها أن هناك «بوليس» و «بوليس»، أو من يعتقد بأن «هيبة» الامن قد تكون قد مُسّت أو تراجعت ويريد أن يعيدها بأي شكل كان، علما بأنها هي حاضرة مادامت مؤطرة باحترام القانون ومادام الأمنيون يقومون بواجبهم دون أية ملاحظة في هذا الباب أو ذاك !؟