لطالما شكلت العلاقة بين العرب وإسرائيل مدخلا للعديد من النقاشات، فماذا لو كانت هذه العلاقة حميمة وتعكس قصص حب قد تنشأ بين شعبين عدوين؟ هذا السؤال طُرِح في وثائقي فرنسي وبدورها تطرحه «إيلاف» على مجموعة من الشباب العرب. «هل تقبل ممارسة الجنس مع عربي؟»، قد يبدو السؤال عنصريا واستفزازيا، لكنه عنوان الوثائقي الذي نفذته المخرجة الفرنسيَّة يولاند زوبرمان، مع صديقها الكاتب اللبناني نسيب سليم، ويتطرق إلى العلاقات التي قد تنشأ بين اليهود والإسرائيليين من جهة وعرب إسرائيل من جهة أخرى، فهو يبدأ بقبلة طويلة تعكس شهوانيَّة قد تنشأ بين فئتين تعيشان معًا ولكن لا تختلطان إلا نادرا. إنطلقت فكرة إعداد الفيلم الوثائقي الذي صوِّر في شوارع ونواد ي تل أبيب الليلية في يناير 2011 بالتزامن مع إندلاع الثورة المصرية، عندما كانت المخرجة الفرنسية تحضر لفيلمها الجديد «العاشق الفلسطيني» عن رواية الكاتب اللبناني سليم نسيب، التي تحكي قصة الحب التي جمعت بين غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل سابقا، والبرجوازي اللبناني من أصل فلسطيني ألبير فرعون الذي قرر الإستقرار في حيفا مدينته الأم، ودامت هذه العلاقة لمدة 4 سنوات بين عامي 1929 و1933، وهي الفترة التي شهدت بداية اندماج غولدا مائير مع الفكر الإسرائيلي وإيمانها به. ومن هنا طرحت المخرجة سؤالا رأته بريئا ولا يحمل أهدافا في طياته، حول مدى مشروعية إقامة علاقات بين العرب والإسرائيليين، وعلاقات حميمة بالتحديد، فهي متأثرة بأفكار مائير الَّتي تدعو إلى التقرب من العرب وإحلال السلام بين الشعبين الإسرائيلي والعربي. عرض الفيلم الوثائقي للمرة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي الأخير، وطالته العديد من الإنتقادات أبرزها من رابطة الدفاع عن اليهود في فرنسا الذين أكدوا أنهم لا يمارسون الجنس مع العدو. «إيلاف» إستطلعت آراء بعض الشباب اللبنانيين عاكسة السؤال، وطرحت الإشكالية التالية: «هل تقبل ممارسة الجنس مع إسرائيلي يهودي؟». كما طرحت العديد من التساؤلات عن معنى العدو، وما إذا كانت هذه الأفكار الَّتي تقدَّم من خلال الأعمال الفنيَّة هدفها التقريب بين «الأعداء»، وما إذا كان الجنس مدخلاً لحل الصراع العربي الإسرائيلي الَّتي عجزت العديد من المفاوضات والمساعي الديبلوماسيَّة عن حلَّه مع تزايد الخروقات والإعتداءات وتكاثر الحروب والمجازر المنفَّذة، والتي تحمل عنوان الدفاع عن الحق والأرض والوجود. فهل هذا السؤال الموصوف بالبريء يحمل في طياته أهدافًا للتطبيع مع إسرائيل؟ وما هو مفهوم أو الفرق بين اليهود والصهاينة والإسرائيليين؟