تمكن عدد من القراصنة الإلكترونيين المرتبطين ب «أنونيموس» (وهي فريق مجهول يقوم بالقرصنة والبت المجاني للوثائق على غرار ويكيليكس) من الاطلاع على ملف يتضمن معطيات عن ملايين المستعملين ل «آيفون « و «أيباد»، و بتوها على الشبكة العنكبوتية يوم 4 سبتمبر الجاري. من وراء هذا العمل، هل هي «آبل» أو مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آلآي)؟ أم هو عمل لتسفيه الشرطة الأمريكية؟ شرعت إحدى المجموعات المرتبطة ب»أنونيموس» في الرابع من سبتمبر، في نشر كنز حرب جديد، تؤكد أنها سرقته من «إف بي آي»: ويتعلق الأمر بمعلومات عن 12 مليون مستعمل لل»أيفون» و ال»أيباد». وكل ملف شخصي من هذه الملفات يتضمن الرقم التعريفي للجهاز والمفتاح الخاص بتلقي الرسائل و الإسم الذي اختاره المالك و كذا المعلومات الفيزيقية (الإسم، العنوان،رقم التلفون). و بفضل هذه المعطيات, فإن خبيرا إلكترونيا يمكنه أن يحصل على تاريخ الاتصالات والرسائل مضمونها الواردة إلى و الصادرة عن الجهاز المستهدف. كما أن بإمكان مؤسسة ، مقاولة أو دولة مثلا، إذا توفرت لديها أجهزة متطورة، أن تضع نظام رقابة واسع يشمل ملايين المستعملين. و قبل أن تعمل على نشر هذا الملف الضخم عملت أنونيموس على مسح المعطيات الإسمية، لأن أخلاق «القرصان» تمنعه من نشر أسماء أشخاص ليس في علاقة حرب معهم، بيد أنها تركت الأسماء التي أطلقها أصحابها على الأجهزة. وفي البداية قررت أنونيموس نشر عينة من مليون ملف، مع رابط إلكتروني يحيل على صفحة تدين «النظام السياسي و المالي الذي يستعبد الشعوب» مُناشدة القراصنة المختصين في التلفونات باستخدامها والاستفادة منها في القرصنة. و تضمنت الصفحة أيضا عناوين خوادم في مختلف أنحاء العالم للدلالة على الطابع العالمي ل»أنونيموس». وذكر البلاغ الوارد في الصفحة أن الملفات لم تتم سرقتها من «آبل» بل من أحد حواسيب «مكتب التحقيقات الفدرالي» (إف بي آي)، مما يدل على أن الحكومة الأمريكية تراقب مستعملي «آيفون» و «آيباد» وأنها تنفق ملايين الدولارات من «ضرائبنا كي تتجسس علينا». وأوضح البلاغ أن الحاسوب المستهدف كان حاسوب «كريستوفر ستانغل» المسؤول عن مكافحة الجريمة الإلكترونية في منطقة نيويورك، معطين نوع الحاسوب المحمول و ماركته. وفي هذا الحاسوب عثروا على معطيات غريبة من قاعدة معلومات هي التي قادتهم إلى الكنز. ويدخل هذا النشر في سياق الحرب الضروس التي تدور بين ال»إف بي آي» و «أنونيموس» و مباشرة بعد النشر نفى ال»إف بي آي» أن يكون أي من حواسيبه قد تعرض للقرصنة كما نفت شركة «آبل» أي علاقة لها بالموضوع أو أي تعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي أو أي تنظيم آخر. وفي المقابل لم ينف «إف بي آي» أو «آبل» صحة المعلومات الواردة في الملفات المنشورة. وكيفما كان الحال, فإن الملف قد حاز حظوة كبيرة لدى المُبحرين في الشبكة حيث تم تحميله من طرف آلاف الصحفيين و المدونين والفضوليين في انتظار ملايين الملفات الأخرى التي وعدت «أنونيموس» بنشرها لاحقا. عن «لوموند» عدد 10 سبتمبر 2012