استفحلت مؤخرا ظاهرة السرقة داخل حافلات النقل الحضري بمدينة فاس لدرجة أنها أصبحت واقعا معاشا خصوصا بالخطوط الحضرية الناشطة على غرار خط « 16» الذي يربط محطة القطار بالمطار مرورا بوسط المدينة وأحياء طريق ايموزار وغيرهما. ويشتكي المواطنون المستعملون لهذا الخط بكثافة من مجموعات إجرامية تصعد الحافلات بهدف الابتزاز والنشل وتتكون أحيانا أكثر من شخص واحد يتولى مهمة ترصد الضحايا، فيما يتولى الآخر عملية السرقة والنشل. ويستغل اللصوص، حسب شهود عايشوا المواقف ذاتها، عدم تنبه الضحايا للأمر نتيجة الازدحام داخل الحافلة في أغلب الأحيان، خصوصا في أوقات معينة من النهار. كما يجمع مرتادو محطات الحافلات بفاس، الذين كانوا ضحايا السرقة أو شاهدين على اعتداءات تعرض لها أشخاص، على غياب الأمن داخل هذه المحطات والحافلات، مما يهدد سلامتهم ويعرضهم إلى المخاطر، خاصة في الأماكن التي يتمركز فيها اللصوص، مشيرين إلى أن العديد من الخطوط أصبحت تعرف بالسرقات والاعتداءات، مؤكدا أن اللصوص الذين يقصدون الحافلات للسرقة غالبا ما يكونون مسلحين ب(الشفرة أو السكين ) يستعملونه في حالة عدم استجابة الشخص لمطالبهم. ويغادر الركاب وهو يحملون صورة مرعبة عن وضع أمني مفقود داخل هذه الحافلة، تنطلق عبارات التنديد والشجب، وكل راكب يتمم قصته في المنزل أو المقهى، ينتشر الخبر تلو الخبر، وتكاد صورة هذا الإجرام الجديد تتآلف مع هذا الواقع المعاش. الظاهرة أصبحث حديث المقاهي في الآونة الأخيرة بحيث أربكت السير العادي بهذا المرفق العمومي، وعن مختلف الأحداث التي تقع داخل حافلات النقل الحضري بفاس، حيث يحكون ويصفون عمليات تمشيط الجيوب، حيث أن أفراد العصابات التي تسطو على الحافلات يصعدون إما بطريقة جماعية أو متفرقة إلى الحافلة، وتكون نقطة السيطرة على الحافلة محددة، يقتسمون الأدوار بين من يسيطر على أبوابها لمنع الصعود والهبوط منها وإليها، وبين من يزرع الترويع في الحافلة لشل كل ردة فعل قد تصدر وكلما اتضح أن محصول الغارة وافر، تغادر العصابة الحافلة بتنظيم محكم، وإن اتضح لهم أن جيوب الراكبين لم تف بالغرض يستمر الترويع حتى التأكد من عدم وجود غنائم مدسوسة.