عاش ركاب حافلة للنقل الحضري الخط 109، الرابط بين المحطة الطرقية أولاد زيان وحي الزوبير بالألفة، يوم الجمعة الماضي، حالة من الرعب، عقب صعود ثلاثة لصوص بشكل متفرق حتى لا يثيروا الانتباه قبل أن يفطن بعض الركاب لتواجد أحدهم وسط الحافلة وهو يحاول في كل محطة وقوف استغلال التزاحم الشديد من أجل «التسلل» بيده داخل الجيوب ، وذلك بعد عملية «مسح نظري» يميز خلالها نوعية الأشخاص المستهدفين. اللص أثار الانتباه بعدما دخل في مشادة كلامية مع أحد الركاب ،عندما حاول الأخير إبعاده منه ،إذ ظل متربصا به في محاولة لنشل محفظة نقوده ،لينتشر خبر تواجد أحد اللصوص بالحافلة بين مجموعة من الركاب، فيما ظلت الغالبية تجهل الأمر. بعد ذلك، انضم لصان آخران ل«زميلهم»، ما ينم عن تنظيم محكم تنهجه العصابة في تنفيذ مخططها الإجرامي، اللصان لم يثيرا انتباه أي شخص إلا في اللحظة التي حاولا خلالها تنفيذ عملية سرقة ضد أحد الركاب الذي كان يقف مستندا إلى أحد الكراسي. بدأت العملية ب«تلمّس» أحدهما ل«جيب» الضحية المحتمل، الذي كان يرتدي جلبابا رمادي اللون، وبسرعة أشار اللص لزميليه اللذين كانا مشتغلين ب «تلمس» الجيوب، بالإيذان بانطلاق التربص بالضحية، ومن ثم ظلوا متربصين به ، ويد أحدهم تتسلل إلى جيوبه، غير أن الحركة المعهودة داخل الحافلات حالت ، ربما، دون الوصول لمرادهم! فجأة طلب أحد اللصوص من الآخر ضرورة استعمال «شفرة الحلاقة» بعد أن استعصى عليهم الأمر قائلا:«جبد الزيزوار آ صاحبي..». الضحية وبعدما استشعر الخطر، قرر النزول بإحدى محطات الوقوف ، غير أن غاية «اللصوص» لم تقف عند هذا الحد ، فقرروا اللحاق به و النزول بمعيته، حيث لم يكتب للركاب معرفة ما وقع بعد ذلك! وقد كان أحد اللصوص يحمل سلاحا أبيض داخل ملابسه، ما حال دون تدخل مجموعة من الركاب، في وقت تسرب الخوف والقلق إلى العديد منهم مخافة تكرار مشاهد سابقة على مستوى مجموعة من الحافلات، كانت قد شهدت عملية سرقة جماعية مع الاعتداء. للتذكير، فإن أحد الركاب مباشرة بعدما نزل «اللصوص»، اتصل بمصالح الشرطة قصد الإبلاغ عن الحادث. بقيت الإشارة الى أن أفراد العصابة الذين زرعوا الرعب داخل الحافلة ، كانوا قد اعتدوا على أحد «الشبان» بعدما أدخلوه في دوامة من التدافع فيما بينهم، حيث يجهل ما إذا كان قد تعرض للنشل!