افتتح موكب من فرق كناوة، الدورة ال15 من مهرجان «كناوة ايقاعات العالم» بالصويرة، تلك الفرق التي توزعت على أسوار المدينة، عازفة مجموعة من الأنماط الغنائية التراثية، لأحواش وعيساوة ومعلمين ومنشدين.. الايقاعات التي كانت ترتفع إلى أقصاها ساعة مرور الموكب الرسمي، الذي شارك فيه أندري أزولاي المستشار الملكي، ووزير السياحة لحسن حداد، وأدباء وفنانون مغاربة. الوجود الأمني المكثف الذي أغرق المدينة ساعات قليلة قبل بداية الحفل، لم يعد ليظهر وسط الجموع التي حضرت ساعة العرض، من أبناء المدينة الساحلية وبقية المغرب والأجانب، ليُصيخ الجميع سمعه نحو الصوت الواحد - المتعدد، صوت موسيقى المعلمين، الذين نقلوا جيلا عن جيل، سحر النمط الغنائي الذي يتقنونه، ذلك النمط القادم من هناك، من عمق القارة الافريقية. ويتوقع أن تصل الأعداد التي سيستقطبها مهرجان الصويرة للموسيقى هذه السنة، ما يتجاوز المليون والنصف المليون زائر، ليحضروا الدورةال15 للمهرجان الدولي الذي يحظى بمتابعة اعلامية دولية واسعة.. الصويريون منقسمون على أنفسهم في علاقتهم بالمهرجان، اذ على الرغم من تأكيدهم أن اقتصاد المدينة ينتعش أيامه الثلاثة، إلا أن مجموعة من المواطنين، أكدوا أن المهرجان يتدهور في السنوات الأخيرة، بسبب الوقوع بين فكي كثرة السرقات وضغط الوجود الأمني، كما أن بعضهم يفترض أن عدد الوافدين على المدينة يقل، ويعيد أسباب ذلك إلى المنافسة التي تظهرها مهرجانات مدن المركز، والتي أصبح الكثير من الجمهور المفترض يفضلونها (بما توفر عليهم من وعثاء السفر وبضع دريهمات إضافية) عن المهرجان. ويواجه الراغبون في حضور المهرجان الموسيقي، صعوبات في التنقل جمة، اذ لا توجد سكة حديدة تصل المدينة ببقية المدن، كما أن ارتفاع الاقبال في أيام المهرجان التي تصادف اليوم العالمي للموسيقى يجعل الحافلات محجوزة منذ أسابيع، ما دفع عامل الاقليم عبد الوهاب جبري لتخصيص كلمته بعد الشكر والترحيب، إلى طلب فك العزلة عن المدينة، بتخصيص مشاريع كبيرة، لا تربطها فقط ببقية المغرب، بل ببقية العالم، ما سيمكنها من مكانة أكبر، حقت لها كمدينة للتعايش والتسامح والكرم.. كان ذلك، في سياق طلبه تدخل الدولة، لتقديم مزيد من دعم أموال القطاع العام، خصوصا مع الأزمة المالية التي تمر منها شركات القطاع الخاص، تلك الأخيرة التي تؤدي تسعين في المئة من الدعم الذي يحصل عليه المهرجان. وقال وزير السياحة المغربي لحسن حداد في كلمته الافتتاحية، أن الصويرة ك«معبر للقوافل في التاريخ، شكلت منذاك فضاء للتعدد والاختلاف والتسامح، لتعبر عن هوية هي في الحقيقة هوية مركبة، تغني الذاكرة وتقوي التناقح.. ومهرجان كناوة نموذج على ذلك التناقح» من جهتها عبرت مديرة المهرجان نايلة التازي عن أنه ومنذ 15 سنة ،التي تشكل عمره - اختار المهرجان «الالتزام والمثابرة، رغم الصعوبات معبرة عن أن الفن يتمتع بقدرة كبيرة على تقريب الناس فيما بينهم، وتطوير العقليات وخلق دينامية في المدينة والجهة، مناضلا للإعتراف بفن شعبي وبمدينة عجيبة، تم تهميشهما منذ مدة طويلة"، وعن علاقة الفن بالعنوان الذي اختاره المهرجان لنفسه هذه السنة قالت: "الربيع العربي يؤشر على الرغبة في التغيير، لكن ما هو التغيير المنشود؟ إن المغرب بحكم تاريخه وموقعه الجغرافي يتمتع بميزة تتجلى في القدرة على الانفتاح، فهو صلة وصل بين الشرق والغرب، بين افريقيا وأوروبا، ولهذا فمستقبل المغرب يكمن حتما في الانفتاح.»