انطلقت مساء أمس الخميس بساحة مولاي الحسن بالصويرة فقرات مهرجان كناوة وموسيقى العالم في دورته ال`13 الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 27 يونيو الجاري. وحفاظا على الأصالة والتقاليد التي حرص المهرجان، منذ 13 سنة خلت، على إحيائهما، انطلقت الدورة بلوحة فنية مغربية أصيلة تجسدت في موكب افتتاحي تقليدي تشكل من عناصره الأساسية المعهودة، كناوة وعيساوة وحمادشة، محروسة بخمسة من كبار خيالة الفنتازيا من منطقة الصويرة بكامل عدتهم وتشكيلاتهم. وانطلق الموكب من باب مراكش في اتجاه ساحة مولاي الحسن في سنفونية من الألوان والأنغام والإيقاعات. وخلال هذا الموكب، غازل معلمو كناوة، كما جرت العادة، أسماع الآلاف مستعرضين مهاراتهم، مؤكدين أن كناوة، وقبل أن تكون ألحانا وكلمات وأنغاما، هي أولا وأخيرا ثقافة تلتقي مع العالم. وتميز حفل الافتتاح، الذي حضره بالخصوص السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، ووالي جهة مراكش - تانسيفت ? الحوز السيد حسن بنمبارك، وعامل إقليمالصويرة السيد نبيل خروبي وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب السيد صامويل كابلان، بحفل مزج بين عالمين موسيقيين مختلفين، نجح سحر كناوة من مزجهما وتقريبهما خالقا بذلك موسيقى كونية بامتياز، وذلك من خلال المزج بين الرقصات البلقانية والقوقازية والكناوية. وخلال هذا الحفل، تمكن الأخوان محمد وسعيد كويو رفقة فرقة سوكيشفيلي جورجيان ناشونال (من جورجيا) والمعلم حسن بوسو وفرقة أرمينين نازيباند (الجاز -موسيقى عالمية) من التأكيد من جديد على أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم يبقى وفيا لنهجه الفني في المزج بين مختلف الإبداعات الإنسانية العالمية، والتفاعل الخلاق بين الثقافات والحضارات. وهذا ما أكده رئيس المجلس البلدي للصويرة السيد محمد الفراع في كلمته الافتتاحية، بقوله إن المدينة "ساهمت في إشعاع الحداثة والانفتاح والتعايش والالتقاء حول القيم الإنسانية النبيلة" مضيفا أن 13 سنة من الجهد والإبداع ووجود المهرجان على الصعيد الفني العالمي أعطى للمدينة كذلك مكانتها المتميزة في ثقافة العالم وفنونه. وأبرز السيد الفراع أن الصويرة راكمت من خلال مهرجانها كناوة وموسيقى العالم تجربة وصورة قيمية من المستوى العالي. وتقدم الدورة ال`13 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم على مدى أربعة أيام، برنامجا غنيا ومتنوعا ينفتح على كافة الأنواع الموسيقية. وتبقى الأجواء الاحتفالية، منذ الليلة الأولى، مفتوحة على كل الأذواق وعلى كل المشارب ولن يكون أمام زوار الصويرة وعشاق كناوة إلى أن يمدوا أيديهم ويقطفوا من زهور البرنامج الذي اقترحه عليهم المنظمون. يشار إلى أن فقرات المهرجان ستتواصل، بعد منتصف الليل، بالليالي الكناوية وذلك بزاوية حمادشة (المعلم عبد السلام بلغيثي) وزاوية كناوة (المعلم علال السوداني) ودار الصويري (عمر حياة) ودار "عند كبير" (المعلم أميمي وإبراهيم تركماني وإرفي سانب وألان هويست).