اتفق المغرب والجهة المستقلة ببلد الباسك، يوم الثلاثاء بمدينة بيتوريا (شمال إسبانيا)، على الحفاظ على حوار سياسي دائم من أجل تعزيز علاقات الصداقة والمصالح المشتركة. جاء ذلك خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا إلى بلد الباسك سفير المغرب في إسبانيا ، أحمدو سويلم حيث أجرى خلالها سلسلة من المحادثات مع كل من رئيس حكومة بلد الباسك ذات الاستقلال الذاتي باتشي لوبيث ورئيسة البرلمان الباسكي أرانتشا كيروغاثيا ومندوب الحكومة المركزية ببلد الباسك كارلوس أوركيخو. وصرحت مصادر دبلوماسية مغربية بإسبانيا أن هذه المباحثات تركزت على قضية الوحدة الترابية للمغرب والعلاقات الاقتصادية التي تجمع بين المغرب وبلدالباسك، فضلا عن القضايا المتعلقة بالجالية المغربية المقيمة بهذه الجهة. وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، أكد سفير المغرب في إسبانيا أن المبادرة المغربية لمنح الحكم الذاتي للصحراء التي تعتبر الحل الوحيد، حظيت بإشادة من قبل مختلف مكونات المجتمع الدولي ووصفت من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأنها جدية وذات مصداقية. كما أشار الدبلوماسي المغربي إلى سحب الثقة من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مبرزا الانحياز الواضح لكريستوفر روس وعدم قدرته على معالجة مسائل محددة خلال مختلف جولات المفاوضات حول قضية الصحراء. وأشار المصدر ذاته إلى أن المسؤولين بجهة بلد الباسك تابعوا باهتمام بالغ، التوضيحات التي قدمها السفير المغربي، معربين عن "أملهم في أن يتمكن المغرب و(البوليساريو) من التوصل إلى حل سياسي دائم ومتفاوض بشأنه ومقبول من قبل جميع الأطراف". وبخصوص العلاقات الاقتصادية استعرض السفير المغربي مختلف الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي أطلقتها المملكة، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ هذه الإصلاحات في إطار مسلسل رصين وهادئ وذلك قبل التحولات التي شهدتها المنطقة، مما مكن المغرب من الحفاظ على استقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأبرز أحمدو سويلم أن هذا الاستقرار إلى جانب المزايا الضريبية والإصلاحات التي تم إطلاقها في مجال التكوين المهني والإدارة والقضاء ومناخ الأعمال، جعل المغرب ملاذا آمنا وإطارا مناسبا للاستثمار الخاص. ومن جهته أكد رئيس حكومة الباسك أن الوجهة المغربية التي احتلت المرتبة 18 من حيث العلاقات الاقتصادية مع بلد الباسك، ستتحول إلى أولوية اقتصادية بالنسبة للباسكيين وذلك بفضل التطورات الإيجابية التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة، والوضع المتقدم الذي يحظى به في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الاطار أكد أنه لن يدخر جهدا لتشجيع زيارة أعضاء الغرفة التجارية ببلد الباسك برئاسة المستشار (وزير) التجارة والصناعة بالحكومة الباسكية من أجل تحديد مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك. ومن جهة أخرى حرص السفير المغربي خلال مختلف اللقاءات التي عقدها بمدينة بيتوريا بحضور القنصل العام للمملكة في بيلباو عزوز أبو الكروم على التركيز على الجهود التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، والجرائم عبر الحدود وتهريب المخدرات. كما أبرز الدبلوماسي المغربي اندماج الجالية المغربية المقيمة في بلد الباسك ودورها الإيجابي في النمو الاقتصادي في هذه الجهة.