أخلف المنتخب الوطني المغربي مرة أخرى الموعد، بعدما تعادل بنتيجة هدفين لمثليهما أمام المنتخب الإيفواريو يوم أول أمس السبت، بالملعب الكبير لمراكش، في إطار الجولة الثانية من الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل. وجاءت المباراة تحت ظروف خاصة واستثنائية لما تعيشه الكرة المغربية من كبوات متكررة، بدءا بالمشاركة المخيبة بنهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون، ومرورا بالخسارة وديا أمام أسود التيرانغا، ونهاية بتعادل مخيب للآمال أمام غامبيا، في الجولة الأولى من تصفيات المجموعة الإفريقية الثالثة، المؤهلة لمونديال البرازيل 2014. وعلى العموم، فقد كان الكل يمني النفس بنتيجة إيجابية تصحح المسار، وتعلن عن تصالح مع الجماهير المغربية الغاضبة، هذه الأخيرة استحقت العلامة الكاملة خلال مباراة السبت، وذلك بأعدادها الكبيرة التي حجت للملعب الكبير لمراكش، مكذبة كل التكهنات التي كانت تقول إنها ستخلف موعد المواجهة. وبالعودة للمواجهة، التي قادها الحكم المصري جهاد جريشة، اتضح لجميع المتتبعين المحدودية التاكتيكية للناخب الوطني، البلجيكي إيريك غيريتس، الذي بات يعيش في اللاوعي من خلال خططه الباعثة على الجدل، والخاصة به وحده وبفلسفته، فالرجل اعتمد وفي غمرة الظروف التي تعيشها كرتنا على مهاجم وحيد، الأمر تعلق بيوسف العربي، الذي تاه وسط صلابة دفاع الفيلة، بقيادة اللاعب كولو توري. أمر طرح علامات استفهام كبيرة حول مدى شجاعة الناخب الوطني تقنيا، خاصة أمام الضعف الواضح للاعبي خط الوسط، خاصة في عمليات تمرير كرات، يمكن أن يستفيد منها المهاجم المنعزل. وبالموازاة مع ذلك، ظهر تفكك صارخ في محور خط الدفاع الذي تشكل من اللاعب المهدي بنعطية وإسماعيل بلمعلم، حيث ترك فراغات كبيرة، سهلت على الإيفواريين، بقيادة النجم ديدي دروغبا، اختراقها، وتشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس نادر لمياغري، كما كان الشأن في الدقيقة الخامسة، بعدما حاول اللاعب جيرفينيو جس نبض الدفاع، لكن محاولته تصدى لها المدافع بلمعلم اسماعيل. استيقاظ لم يدم سوى سبع دقائق، وبعدها وبدقيقة واحدة سالامون كالو يجد نفسه أمام الحارس نادر المياغري، بعدما تلقى كرة في العمق، استغلها على أحسن نحو، حيث رفع الكرة عاليا فوق الحارس نادر المياغري، معلنا عن هدف السبق للإيفواريين. هذا الهدف أربك حسابات المدرب، لكن بالمقابل كان حافزا للاعبين المغاربة، الذين أبانوا عن قتالية كبيرة، ودافعوا عن آمالهم في بلوغ مرمى الحارس بوباكار باري كوبا، وهوما تحقق في الدقيقة 40، بعد حصول المنتخب الوطني على ضربة جزاء، إثر لمس الكرة ليد المدافع جون جاك غوسو، حيث أعلن الحكم المصري عن ضربة جزاء، انبرى لها العميد الحسين خرجة، موقعا هدف التعادل، الذي ألهب حماس 48 ألف متفرج، أثتوا مدرجات الملعب الكبير، ليسدل الشوط الأول ستاره على وقع نتيجة التعادل بهدف لمثله. وخلال الشوط الثاني تواصل نفس سيناريو الشوط الأول، (تقدم الإيفواريون وتعادل المغاربة). وقد جاء هدف الفيلة عن طريق اللاعب حبيب كولو توري، الذي استغل مرة أخرى سوء تمركز المدافعين المغاربة. هدف فرض على الناخب الوطني القيام ببعض التغيرات، حيث أقحم حمزة بورزوق مكان يوسف العربي وياسين الصالحي مكان اللاعب كريم أيت فانا ونور الدين امرابط مكان شمس الدين الشطيبي. تغييرات أتت أكلها، رغم تأخرها، بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 89، وهو هدف جاء بطابع محلي، من ضربة رأسية للاعب حمزة بورزوق، بعد تلقيه كرة عرضية من ياسين الصالحي. لتسدل المواجهة عن فصولها بنتيجة التعادل بهدفين لمثلهما، نتيجة أفرحت إيريك غيريتس، كما صرح هو نفسه بذلك خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة، معتبرا النتيجة إيجابية في ظل الغيابات الوازنة التي يعرفها المنتخب الوطني، مثنيا على اللاعبين الذين خاضوا المواجهة. وأضاف أن الوجه الحقيقي للمنتخب كان خلال الشوط الثاني، بخلاف سابقه الذي عرف مستوى متذبذبا وغير مستقر. واعترف غيريتس بصعوبة الخصم، واعدا - كما العادة - الجماهير المغربية بغد أفضل وأحسن. وعن الرد الذي وعد بتوجيهه لوزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، أكد غيريتس بأن الوزير تحدث معه ونفى جملة وتفصيلا ما تداولته بعض وسائل الإعلام، مرادفا أنه لايمكن أن يجيب عن شيء نفاه صاحبه. وفي الجانب المقابل، أبدى صبري لموشي، مدرب منتخب الكوت ديفوار، أسفه لضياع الثلاث نقط، التي كانت - حسب قوله - قريبة المنال، رغم أنه حل بالمغرب وليس في نيته الإنتصار، نظرا لقيمة الخصم الذي يلعب داخل قواعده وأمام جماهيره. واعتبر لموشي النتيجة إيجابية نوعا ما، نظرا لتزامن المواجهة مع نهاية الموسم الكروي، والمجهودات التي بذلها لاعبو المنتخب الإيفواري رفقة أنديتهم، واعدا الجميع بأنه سيعقد بعد العطلة الصيفية اجتماعا رفقة عناصر منتخبه للتخطيط للمباريات المتبقية في سباق التأهل للمونديال البرازيلي.