أدخل المنتخب المغربي الأول لكرة القدم نفسه في دوامة الحسابات الضيقة بعد أن اكتفى أول أمس بنتيجة التعادل بهدفين داخل كل مرمى، برسم الجولة الثانية للمجموعة الثالثة لتصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014. ونجت أسود الأطلس الجريحة بشكل دراماتيكي من الخسارة بعد أن كان في مناسبتين متأخرا بهدف قبل أن تكون الدقائق الأخيرة من كل شوط حاسمة في إدراكه للتعادل الذي أبقى على حظوظه في المنافسة على بطاقة التأهل للدور الحاسم، رغم أن المهمة لن تكون سهلة بحكم أنه مطالب بالفوز بجميع المباريات المتبقية أو على الأقل انتظار عثرة للكوت ديفوار الذي بات الأقرب لتصدر المجموعة. وبتعادل أول أمس رفع المنتخب المغربي رصيده إلى نقطتين، فيما عمقت كوت ديفوار صدارتها برصيد أربع نقاط. وجاءت المباراة التي حضرها قرابة 30 ألف متفرج والتي ساندت بقوة العناصر الوطنية سعيا منها في منحهم الجرعة الكافية لمقارعة الكوت ديفوار الذي بدد أحلام المغاربة في تحقيق الفوز وتعويض التعادل خارج الديار أمام غامبيا 1-1. ودخل أصدقاء العميد حسن خرجة المواجهة بحماس كبيرة بغية مباعثة دفاع الزوار لكن دون جدوى قبل أن فوجئوا بهدف مبكر يهز شباكهم، عبر مهاجم فريق تشيلسي الإنجليزي سالمون كالو الذي اخترق الدفاع وانفرد وحيدا قبل أن يرفع الكرة من فوق الحارس نادر المياغري فاتحا باب التسجيل في الدقيقة (8). وأجبر الهدف المباغت عناصرنا الوطنية على زيادة الضغط على أمل تسجيل هدف التعادل وبالفعل تعددت المحاولات التي قادها المتألق خرجة، فسدد برادة كرة قوية ردها الحارس بوباكار في الدقيقة(23)، وتكرر ذات الأمر مع تسديدة أطلقها عصام العدوا في د.(26). وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن الشوط الأول سيؤول لأصدقاء المخضرم ديدي دروغبا نجح خرجة في اقتناص ضربة جزاء بعد لمس إسماعيل تيوتي للكرة بيده داخل المنطقة المحرمة، لتكون الفرصة ليعيد خرجة المباراة إلى نقطة الصفر من جديد في د.(41). وفي الشوط الثاني حاول من جديد المغاربة اقتناص هدف يريحهم من الضغط النفسي الذي عاشوه منذ العودة من غامبيا، لكن تجربة الإيفواريين كانت أقوى، حدّت من خطورة الهجمات التي لم تكن بتلك القوة لهزم دفاع يقوده كولو توريه الذي استغل خطا دفاعيا فادحا لينحى منتخب بلاده التقدم من جديد في د.(60). ولم يستصغ الجمهور الذي حضر المباراة تلقي الهدف بهذه الطريقة السادجة فراح يرمي باللوم على جامعة الكرة والمدرب غيريتس الذي لم يكن أمامهم من خيار إلا الزج بكل أوراقه بغية تفادي الإقالة، فأدخل بورزوق والصالحي وامرباط في محاولة لإنعاش الخط الهجومي الذي بدا عاجزا على فكة شفرة الدفاع المتراص للعاجيين، إلا أن ابتسم الحظ أخيرا بعد أن استغل حمزة بورزوق تمريرة متقنة من زميله الصالحي ليسكنها شباك الحارس باري في الدقيقة الأخيرة وهو الذي كان قبل ذلك قريبا جدا من تسجيل لولا براعة حامي عرين الفيلة. وبهذه النتيجة يكون المنتخب المغربي قد وضع نفسه في دوامة الدخول في الحسابات الضيقة، والأكيد أن الوقت المتبقي قبل استكمال التصفيات سيكون كافيا لمعالجة الأخطاء واستعادة اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة، بشرط أن يكون إريك غريتس قادرا على وضع خطة واستراتيجية عمل غير تلك التي لعب بها سابقا وإلا فإن الإقالة ستكون في انتظاره وهو الذي سمع بكل تأكيد صراخ الجماهير وهي تنادي بضرورة عودة المدرب بادو الزاكي لتدريب المنتخب.