لم يكن التعادل الذي حققه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم مع نظيره الإيفواري 2-2 مساء أمس السبت في المباراة التي جمعتهما بمراكش٬ ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة للتصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل عام 2014٬ كافيا بالرغم من أنه جنب أسود الأطلس الخروج مبكرا من دائرة المنافسة لبلوغ النهائيات التي غاب عنها منذ مونديال فرنسا 1998. فقد أنقذ لاعب خط هجوم فريق المغرب الفاسي٬ حمزة أبو رزوق٬ ماء وجه أسود الأطلس في الأنفاس الأخيرة بعد إدراكه التعادل في الدقيقة 89 من ضربة رأسية٬ علما بأن المنتخب الإيفواري كان قد افتتح حصة التسجيل (د 8) بواسطة سالمون كالو بعد تغطية دفاعية غير موفقة من مدافع فريق الرجاء البيضاوي إسماعيل بلمعلم٬ وعادل المنتخب المغربي عن طريق العميد الحسين خرجة في الدقيقة 41 من ضربة جزاء قبل أن ينجح كولو توري في تسجيل الهدف الثاني (د 60 ). وبات المنتخب المغربي بعد هذا التعادل٬ وهو الثاني له بعد الأول مع منتخب غامبيا 1-1٬ يحتل الصف الثاني بنقطتين٬ فيما عزز المنتخب الإيفواري مكانته في صدارة ترتيب المجموعة الثالثة برصيد أربع نقط في انتظار المباراة التي ستجمع يوم غد الأحد عن المجموعة ذاتها بيم منتخبي غامبيا وتانزانيا. وحاول المنتخب المغربي منذ الإعلان عن انطلاق المباراة فرض سيطرته وبادر إلى الهجوم في محاولة لافتتاح حصة التسجيل في وقت مبكر ومباغثة الخصم٬ بيد أن المنتخب الإيفواري استغل اندفاع الهجوم المغربي وتمكن من توقيع هدف السبق (د 8) بعد خطأ في التغطية الدفاعية. ولم يحد الهدف من رغبة أسود الأطلس في تدارك الموقف لتصحيح المسار بعد أن دشنوا مشوارهم في الإقصائيات بتعادل مخيب للآمال خصوصا أن الخصم لم يكن سوى منتخب غامبيا المتواضع٬ وبادروا إلى بناء العمليات الهجومية انطلاقا من وسط الميدان والاعتماد على التمريرات الطويلة لبلوغ معترك المنتخب الإيفواري٬ الذي كان موفقا دفاعيا. في المقابل لم يجد نجم المنتخب الإيفواري ديديي دروغبا وزميليه كالو وجيرفينهو صعوبة كبيرة في اختراق الدفاع المغربي والتغلغل في معترك الحارس نادر لمياغري. وكانت أول فرصة حقيقية أتيحت لخط الهجوم المغربي ليعادل الكف ٬ في الدقيقة 22 بعد قذفة قوية كان من ورائها عبد العزيز برادة٬ الذي لم ينجح في هزم الحارس الإيفواري الذي تألق بشكل لافت. وتنفست العناصر الوطنية الصعداء بعد أن أعلن الحكم المصري عن ضربة جزاء بعد أن لمست الكرة يد الشيخ تيوتي٬ جسدها العميد الحسين خرجة إلى هدف (1-1) فتح باب الأمل من جديد أمام الفريق المغربي قبل نهاية الشوط الأول. ومع بداية الجولة الثانية ارتكز اللعب في وسط الميدان مع الاعتماد على المرتدات الهجومية الخاطفة من الجانبين أملا في إدراك هدف الامتياز٬ الذي جد اشبال المدرب إريك غيريتس في البحث عنه لكن كانوا كل مرة يصطدمون بدفاع إيفواري متمرس وصلب. وضد مجريات اللعب٬ نجح المنتخب الإيفواري في توسيع الفارق بعد تمريرة من ديديي دروغبا في اتجاه كولو توري الذي أسكن الكرة في شباك لمياغري من ضربة رأسية في الدقيقة ال60. ولم تستسلم العناصر الوطنية وظلت تؤمن بقدرتها على تحويل الهزيمة إلى تعادل قد يبقي على الأمل في الدفاع عن حظوظها وإن كانت ضئيلة في بلوغ النهائيات٬ وهو ما تأتى لها دقيقة واحدة قبل انتهاء الوقت الأصلي من المباراة٬ بعد أن تلقى بورزوق كرة دائرية من ياسين الصالحي انبرى بضربة رأسية لم تترك للحارس الإفواري اي حظ في صدها. وفي انتظار اللقاء الذي سيجمع المنتخب المغربي بنظيره التانزاني في مارس المقبل بدار السلام برسم الجولة الثالثة قبل أن يستقبل على التوالي منتخبي تانزيانيا (7-9 يونيو) وغامبيا (14-16 يونيو 2013) ثم المنتخب الإيفواري (6-8 شتنبر) يظل هناك عمل كبير ينتظر الطاقم التقني لإعادة الروح لأسود الأطلس والعودة بالتالي إلى الواجهة العالمية من جديد. و.م.ع