هل فكت عقدة لسان أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون؟ وهل تخلص العاملون من الخوف الذي ظل يسكنهم لسنوات؟ لقد تناسلت منذ أيام تعبيرات مختلفة عن الوضع «المهني والنفسي» للعاملين داخل دار البريهي ظروف وصفت ب«المزرية وغير اللائقة» بأطر القناة ك«بشر» يجب أن تحفظ كرامتهم. صرخت إعلاميات في كل من الإذاعة والتلفزيون في وجه «الإذلال الإعلامي»، وكان آخرها للصحفية حورية بوطيب وتبعتها صرخة الزميل رضا لعبيدي، وفي محافل أخرى كانت صرخات زميلتيهما رحمة عياش وفاطمة يهدي، وقبلهما فاطمة الإفريقي التي وضعت الأصبع على مكمن الداء في الأداء الاعلامي خلال النقاش حول دفاتر التحملات. «حشوما حورية بوطيب تهدر والرجال ساكتين»، هذه كانت عصارة «صرخة» علال العلاوي مخرج ب«الأولى» تضمنها فيديو على الانترنيت، تحدث فيها عن «القهر وحفظ الكرامة». وقال العلاوي في اتصال بجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، إن الوضع اليوم في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون «يؤكد «صحوة الوعي»، مشيرا إلى أن «العاملين سواء في الإذاعة أو التلفزيون «كسروا أغلال الخوف وتخلصوا منه،» وأن ما نقوم به اليوم هو عبارة عن «تحد للخوف»، إذ نوجه صرخاتنا لمسؤولين يصمون آذانهم . وطالب العلاوي ب«الانتباه لأوضاع العاملين وضرورة إشراك المنتجين الداخليين أسوة بشركات الانتاج في تقديم وإنجاز مشاريع تضم مصروفا اضافيا يقي العاملين من آفة الحاجة»، مشددا «إننا لسنا ضد شركات الانتاج الخارجية ولكن نريد أن نستفيد نحن أيضا، كي لا نضطر للهجرة وأن أعيد بطاقتي الوطنية للدولة المغربية وأهاجر كما فعل القبطان أديب». والواضح أن تناسل الاحتجاجات، سواء حول ظروف العمل أو الخط التحريري، أو تحسين الاوضاع المادية للعاملين، اعتبره البعض أنه عبارة عن «امتدادات جانبية» للنقاش حول دفاتر التحملات التي واجه فيها مسؤولون تلفزيونيون وزير الاتصال مصطفى الخلفي مما فتح شهية العاملين لمواجهة مسؤوليهم المباشرين بنفس «الشجاعة» التي تحلى بها رؤساؤهم.