أكد المتدخلون خلال ندوة نظمتها النقابة الوطنية لمستخدمي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (ا.و.ش.م) الجمعة المنصرم حول"الواقع المهني والاجتماعي للمستخدمين" بالشركة المذكورة على تردي أوضاعهم مهما اختلفت تخصصاتهم، وشددوا على أن المسؤولين على الشركة يعتبرون الصحفيين والتقنيين والمخرجين والمهندسين وكل من لهم علاقة بالشركة بمثابة "خماسة" في ضيعاتهم في حين أن الجميع يشتغل لدى الدولة، حسب المخرجة رحمة عياش، التي دعت إلى الانتفاضة لوضع حد للحكرة التي عمرت طويلا بالشركة، وكشفت عن تورط نقابيين واستفادتهم من هذا الوضع الرديء على حساب مستخدمي الشركة.المتدخلون تحدثوا أيضا عن غياب الشفافية في تدبير الصفقات العمومية وتهميش الإنتاجات الوطنية وهدر المال العام وغياب معايير واضحة للترقية والتوظيف والترسيم ناهيك عن غياب وسائل العمل بما فيها غياب الأقلام والأوراق... نغير ملابسنا بالمرحاض من جهتها تحدثت حورية بوطيب، مقدمة الأخبار بالإسبانية بالقناة الأولى، عن المعاناة التي تمر فيها لتقديم مادة صحفية. وقالت "قبل الحديث عن المادة الإخبارية الرديئة التي نقدمها كل يوم، سأحكي كيف تمر الظروف قبل ذلك : "حنا في الصباح عندما نتوجه إلى قسم الإخبار عندنا 6 حواسيب..كتساين ساعة أو ساعتين لتحصل على مادتك.. 6 حواسيب فقط لإنتاج 5 أو 6 نشرات يوميا، طابعة واحدة مربوطة بحاسوبين فقط، حيث لابد من الانتظار والتوسل للزملاء قصد طبع ورقة، لا وجود لما يسمى بالمكيفات، حتى المقاعد لا نتوفر عليها في قاعة المونتاج. و أضافت بوطيب التي نشرت كلمتها على موقع يوتوب أول أمس السبت وشاهدها الآلاف(أضافت) "أنا كمقدمة أخبار عندما ننزل إلى الأسفل يبدأ عندنا الجهاد الأكبر... عندما ندخل إلى قاعة المكياج التي لا تمت بعلاقة بأي تلفزيون محترم، نغير ملابسنا في المرحاض، حتى أن المراحيض العمومية أحسن من مراحيض دار البريهي، لا أملك ملابس العمل، اشتروا لي في مدة خمس سنوات فقط أربع مرات ملابس العمل، إذن يجب أن أحافظ على نفس القامة ونفس العرض لأبقى مرتدية هذه الملابس... و"جات مدة شرينا حنا من عندنا، ومؤخرا بدينا كنتبادلو حنا اللي صحبات داخل المؤسسة"، ... مؤخرا بدأت أصفف شعري بنفسي وأعد المكياج بنفسي، تقول حورية بوطيب..."كما تحدثت عن تهميش الكفاءات وضعف الرواتب وعدم المساواة في منح المكافئات، واشارت إلى أنهم في النشرة الإسبانية مجرد مترجمين لا أقل ولا أكثر في حين أن عمل الصحفي هو الميدان. غياب خط تحريري واضح بدوره مقدم نشرة الأخبار الصحفي رضى العبيدي تساءل بغيرة كبيرة "إلى متى ستظل هذه الأوضاع المزرية داخل الشركة؟... الخطير هو أن التلفزة لا تتوفر على خط تحريري، يؤكد رضى في شهادته أمام زملائه وعدد من الضيوف، وبدون خط تحرير واضح لا يمكن الحديث عن الإعلام يضيف المتحدث"، العبيدي دعا إلى مزيد من النضال إلى حين رحيل المسؤولين الذين أوصلوا الشركة إلى هذا الوضع الكارثي ومن تم النضال دفاعا عن الملف المطلبي للمستخدمين بالشركة. محرومون من رواتبهم من جهته تحدث سعيد مماد الصحفي بالإذاعة الأمازيغية وعضو المكتب النقابي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عن الوضع المزري الذي يعيشه القسم الأمازيغي بالإذاعة الوطنية وقال أن الزملاء والزميلات يعيشون جحيما داخل الإذعة، فلا حديث لا عن ترقية ولا عن تعويضات للساعات الإضافية وهناك مستخدمون لم تصرف رواتبهم لمدة خمسة اشهر بالإذاعة"، باالله عليك، يضيف مماد، كيف سيواجه من حرم من رزقه طيلة هذه المدة، وكيف له أن يواجه البقال مثلا. مماد تحدث أيضا عن سيادة معيار القرابة والزبونية في الترسيم والتوظيف دون الحديث عن غياب الإمكانيات التي يحتاجها المهنيون بالشركة.والأخطر حسب المتحدث هو تهميش اللغة الأمازيغية التي أصبحت رسمية وفق الدستور الجديد. بدوره أكد ابراهيم المرزوقي الكاتب العام للنقابة الوطنية لمستخدمي الشركة (ا.و.ش.م)أن انعقاد هذا اللقاء يأتي في وقت يعيش فيه مجموعة من العاملين بالشركة وضعا اجتماعيا متأزما، كيف لا يكون الوضع كذلك وقرابة مائتين من زملائنا العاملين لم يتوصلو برواتبهم منذ حوالي خمسة أشهر؟ مهنيون يشتغلون كل يوم و لهم التزامات عائلية و اجتماعية لكنهم لا يتلقون حقوقهم على الواجبات التي يقومون بها في وقت تستفيد شركات بالعطاء الكبير و الرعاية المبالغ فيها أرقام مالية فلكية تقدم لبعض المنتجين، في حين أبناء الدار يحرمون من حقوقهم على الخدمات التي يقدمونها .. وأبرز أن هذه الحالة ماهي إلا حالة من بين حالات عديدة و ملف من بين الملفات العالقة داخل الشركة، كما أن أبناء ذات المؤسسة يعيشون وضعا اجتماعيا مترديا. من جهته تحدث حسني مبارك عن النقابة المستقلة للمأجورين عن هدر المال العام بشكل بشع بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وكشف عن وجود آليات تم اقتناؤها بالملايين، البعض منها يوجد في سبع عيون وفي أماكن أخرى غير مشغلة بل إنها تتآكل، ودعا إلى فتح تحقيق في النازلة كما في العديد من خروقات المسؤولين خصوصا المالية. ريع إعلامي ابراهيم المرزوقي أكد أن أوضاع المهنيين داخل الشركة الوطنية في حاجة إلى تصويب و إصلاح و إلى تسوية فعلية و حقيقية تتناسب مع حجم المؤسسة و دورها و جهود العاملين بها.. إذ لا يمكن أن نقبل تقسيم العاملين داخل الشركة إلى فقراء بفعل الإقصاء و التهميش و سوء التدبير و الأجور الزهيدة... مع العلم أن هذه الفئة هي التي تحمل الهم الكبير و العمل الكثير داخل المؤسسة، و مجموعة محظوظة انقلبت بقدرة قادر إلى عالم الأغنياء مجموعة لها حظها من الريع الإعلامي و استفادت من حظوة القرب من مراكز القرار داخل الإدارة و من عطف المسئولين من دون وجه حق ولو على حساب مقومات الاجتهاد و الكفاءة و الانضباط"، وجدد رفضهم وشجبهم" كنقابة تشتغل داخل الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة لكل الأشكال التي تحدث خللا و فوارق في المستويات الإجتماعية و المهنية داخل الشركة "مطالبا في الوقت نفسه بالمساواة و تكريس مبدأي الشفافية و تكافؤ الفرص و إحقاق الكرامة" وشدد على ضرورة تسوية جميع الملفات الواردة في ملفهم المطلبي و الذي حاولوا خلاله ذكر جميع المطالب و الحاجيات و منها الحاجيات التي يمكن أن ترتقي بالمستوى المهني داخل الشركة . الندوة أول الغيث الندوة التي نظمتها النقابة وفتحت الباب للجميع كي يعبر بحرية عن ما بداخله اعتبر المرزوقي الهدف منها "تسليط الضوء على واقع و ظروف مشتركة بين المهنيين داخل نفس المؤسسة و إشراك المهنيين و المهتمين لتبني مجموعة من المبادرات و الأشكال التي يرونها كفيلة بتطوير هذه الأوضاع و تحسين صورة الإعلام السمعي البصري ببلادنا". كما أن اللقاء يعد مناسبة للتحسيس بأهمية توحيد الجهود و المبادرات و الدعوة إلى خلق جبهة تضم جميع الغيورين على الشركة و على مستخدميها. و لنجعل من هم المهنة و الغيرة عليها و على العاملين فيها قاسمنا المشترك و الدافع إلى وحدتنا و توحيدنا " يقول المرزوقي. توصيات مهمة: الندوة التي اعتبرت سابقة من نوعها في شكلها بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بحسب محمد عميرة نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية المذكورة، أكد أن الندوة بداية لعمل نوعي وجدي هدفه خدمة الصالح العام، مشيرا إلى أنهم في نقابتهم سيعدون لندوة أخرى بإخراج آخر على أن يتم استدعاء أكبر عدد من المعنيين والمختصين والحقوقيين والفرقاء، وأعلن أن يدهم ممدودة لكل الشرفاء في كل النقابات للتعاون والتنسيق.اعميرة أفصح عن مراسلتهم للمدير العام للشركة لمناقشة الملف المطلبي قبل 15 يوما دون أن يتلقوا جوابا، وأبرز أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إلى حين استرجاع كرامة العاملين والعاملات بالشركة ومنحهم حقوقهم الكاملة.