واجه فريق حسنية أكادير، برسم الدورة الأخيرة لموسم كل المتاعب، فريق الماص الذي جاء بتشكيلة من الشبان، الذين أبانوا عن علو كعبهم، وخلقوا متاعب حقيقية للفريق الأكاديري. فقد تمكنوا منذ الدقيقة الخامسة عشرة من التوقيع على هدف السبق، وذلك من كرة ثابتة نفذها حمزة حجي، وانتهت برأسية للعياطي استقرت في شباك الحارس الشاب جمال لامين. وحاول الفريق الأكاديري استدراك الموقف بتكثيف الهجمات على مرمى أنس زنيتي، لكنها لم تثمر شيئا طيلة الشوط الأول. وخلال الشوط الثاني بادر الفريق الأكاديري إلى مواصلة ضغطه الهجومي، والذي ازدادت فعاليته بعد إقحام اللاعب عبدالمنعم الحجاوي، الذي يعتبر من العناصر الأساسية التي ربحها الفريق هذا الموسم. وفي حدود الدقيقة 69 سيتمكن الأكاديريون من إدراك هدف التعادل، إثر هدف جميل سجله جمال العبيدي، الذي أفلت من الجهة اليمنى للمعترك الفاسي، وبدلا من أن يقوس الكرة صوب المعترك أرسلها مباشرة، إلى الشباك خادعا الحارس زنيتي. وواصل مهاجمو الحسنية محاولاتهم، التي ستثمر في حدود الدقيقة 82، هدفا من ضربة جزاء واضحة، احتج عليها الفاسيون، بل وقدموا بشأنها اعتراضا تقنيا لم نفهم ما الحكمة منه، إن كانت هناك حكمة أساسا. ويمكن القول إن هذا الانتصار، وإن كان لا يقدم ولا يؤخر، قد ساهم في خلق بعض الدفء بين الفريق الأكاديري وجمهوره، بالأخص منه مجموعة الأولترا إيمازيغن، التي دخل الفريق الأكاديري الملعب قبيل بداية اللقاء، وهو يحمل لافتة يشكر فيها هذا الفصيل على مساندته ودعمه طيلة الموسم. كما علقت لافتة بالملعب كتب عليها ما يلي: «الجماهير السوسية تطالب ببقاء المدرب المقتدرمديح». وطبعا يبقى المدرب مصطفى مديح مرحبا به في أكادير، لكن شريطة أن توفر له شروط العمل حتى لا تتكرر محن الموسم المنتهي. وبالنسبة لفريق الحسنية، نعتقد أن أوان تغيير حاسم وحقيقي قد حان. ولسنا بحاجة إلى التذكير بالكبوات التسييرية التي عرفها الموسم المنتهي، ابتداء من التعاقد مع المدرب الفرنسي فيلود، إلى التعاقد مع عدد من اللاعبين لم يقدموا للفريق أي شيء، ثم إضاعة نقطتين ثمينتين بسبب إقحام أربعة لاعبين أجانب في مباراة واحدة، كل هذا يستلزم مراجعات جذرية نتمنى أن يكون الجمع العام القادم مناسبة لمباشرتها، ووضع الفريق، أخيرا، على سكته الحقيقية، سكة الاحتراف وسكة التدبير الاحترافي، التي مازال نادي الحسنية، وأندية وطنية أخرى كثيرة، بعيدة عنها.