يمكن القول إن بداية الموسم الحالي كانت سيئة بكل المقاييس بالنسبة لفريق حسنية أكادير، الذي تعاقد مع الإطار الفرنسي هوبير فيلود، وبدأ استعداداته بشكل مبكر نسبيا، وإن كانت هذه الاستعدادات قد أشرت، من خلال نتائج المباريات الودية، على أن الفريق لن يكون في أحسن أحواله. وقد أكدت هذا الدورات الثلاث الأولى من البطولة، والتي لم يتمكن خلالها هجوم الفريق من تسجيل ولو هدف واحد، فيما استقبلت شباكه سبعة أهداف، خمسة منها تلقاها الفريق في مباراة واحدة أمام شباب الريف الحسيمي، الذي ألحق بالفريق السوسي هزيمة مدوية عجلت بالطلاق مع الفرنسي فيلود، والذي أغرق الفريق في تعاقدات لا تسمن ولا تغني. فأغلب اللاعبين الذين تركهم في عنق الفريق، بالأخص منهم من تم استقدامهم من أقسام الهواة بفرنسا، تبين أنهم لن يقدموا أية إضافة نوعية للفريق، مع التأكيد على استثناء وحيدا يتمثل في اللاعب عبدالمنعم الحجاوي، الذي كان التعاقد معه موفقا. وبين الدورتين الرابعة والسابعة أخذ بزمام الفريق تقنيا الإطار لحسن بويلاص، الذي ترك موقعه كمدير تقني ليشرف مجددا على فريق الكبار، في انتظار التعاقد مع مدرب جديد. وخلال هذه الفترة الوجيزة تلقى الفريق هزيمة بالميدان أمام الكوديم، وحقق تعادلين سلبيين أمام الرجاء بملعب الإنبعاث، ثم خارج الميدان أمام أولمبيك آسفي، قبل أن يتمكن، في حدود الدورة السابعة، من أن يطرد النحس بالتوقيع على أول انتصارله هذا الموسم أمام خصم عنيد هو اتحاد الخميسات، وذلك بهدف يتيم هو الأول الذّي سجله هجوم الفريق، ومن ضربة جزاء. فالفريق، وخلال ما يزيد على 540 دقيقة من اللعب، لم يتمكن من تسجيل أي هدف، مما جعل الكثير من مشجعيه ومحبيه يضربون عن الفرجة، ويطالبون بأن يعاد النظر في الهيكلة التسييرية للفريق. كما أن المنخرطين طالبوا بدورهم، وبقوة، بأن تتم الدعوة لعقد جمع استثنائي. وقد وجدت دعوتهم هذه صدى، وتقرر في مرحلة أولى تحديد تاريخ لعقد الجمع الإستثنائي، قبل أن يتم تأجيله لأسباب سوريالية تتعلق بالإنتخابات، ثم السكوت عنه وتناسيه عملا بالمقولة: «كم من حاجة قضيناها بتركها». وبعد تسلم الإطار الوطني مصطفى مديح لمسؤولياته كمدرب جديد للفريق، وتحديدا منذ الدورة الثامنة، واجه مشكلة تواضع الإنتدابات التي تم القيام بها منذ بداية الموسم، وبتوجيه من المدرب الفرنسي. فالحصيلة لا تتجاوز 6 نقط من ثلاثة تعادلات، وانتصار وحيد تحقق مع لحسن بويلاص. وكان ينبغي انتظار الدورة العاشرة ليتمكن الفريق مجددا من تحقيق 3 انتصارات، اثنان منهما خارج الميدان على حساب لوصيكا والدفاع الحسني الجديدي، وقبل هذا الانتصار الأخير، انتصار وازن بالميدان على حساب الوداد البيضاوي. بالإضافة الى تعادل بالميدان، برسم الدورة 11، أمام المغرب التطواني. وعموما فمنذ مجيء الإطار مصطفى مديح استعاد الفريق بعضا من توازنه، حيث استطاع تسلق المراتب والابتعاد عن المرتبة الأخيرة، التي احتلها لبضع دورات. فحتى حدود الدورة 15، أصبح الفريق السوسي يتوفر على 17 نقطة، مع ضعف بين لخطي الدفاع والهجوم. فقد تلقت شباك الفريق 17 هدفا مقابل تسجيل عشرة أهداف (7 )، مما يؤشر على الضرورة القصوى لدعم صفوف الفريق بعناصرجديدة بإمكانها أن تشكل إضافة نوعية وتغطي الثغرات التي يعاني منها الفريق. وبالفعل، وبتوجيه من مدرب الفريق، تم خلال فترة الميركاتو، التعاقد مع عناصر على مستوى كل الخطوط تقريبا. وهكذا تم التعاقد مع لاعبين من البطولة الوطنية هما طارق السعدي، وابن الفريق عادل الماتوني. ومع لاعبين أجنبيين من الكوت ديفوار هما المدافع ديومندي، ولاعب الوسط الهجومي كواكو نداو. كما أنه من المنتظر، حسب ما أفادتنا به بعض المصادر، أن يتم التعاقد مع قلب هجوم من البينين قد يسد النقص الذي يعاني منه الفريق الأكاديري، الذي تبقى فعالية خط هجومه دون المتوخى. مع التأكيد على أنه بمعزل عن هذا الجانب، يبقى مسيرو الفريق الأكاديري مطالبين بأن يجدوا الحلول اللازمة لتجاوز الاختلالات وأشكال التوتر التي تطبع علاقتهم بالجمهور، وكذا العمل على إعادة الإنسجام الى البيت الداخلي للفريق، بتسليط الأضواء على محطة الجمع العام الاستثنائي والإعلان عن موقف واضح بصدده. فهل تم صرف النظر عن عقده أم أن الأمر يتعلق بتأجيل هذه المحطة الى ما شاء الله؟