سجلت المباراة القوية التي جمعت، برسم الدورة 13، بين حسنية أكادير والوداد البيضاوي، حضورا مكثفا ولافتا لكل أطياف الجمهور الأكاديري، بما فيه مجموعة «الأولترا إيمازيغن»، والتي رفعت لافتة تقول : «بعزيمة الرجال نريد عودة.. تبقى في البال »، كما تم رفع عدد كبير من الأعلام السوداء، ربما للتعبير عن الأسى بسبب الوضعية التي تتخبط فيها غزالة سوس، والرتبة المتدنية التي توجد بها على بعد دورات قليلة من نهاية فترة الذهاب. ويبدو أن اللافتة التي أشرنا اليها أعلاه شكلت تنبؤا مسبقا بما ستعرفه المباراة أمام الوداد، والتي يمكن اعتبارها أحسن مباراة للفريق الأكاديري هذا الموسم. فقد دخلها رجال مصطفى مديح وكلهم عزم على انتزاع النقاط الثلاث الثمينة، وذلك أمام خصم له من الأسماء الكبيرة، ما جعل الكثيرين يعتبرون أن أقصى ما يمكن أن تحققه الحسنية لن يتجاوز نتيجة التعادل. لكن مجريات المباراة، خصوصا خلال شوطها الأول، كذبت كل التكهنات. فقد مارس مهاجمو الحسنية ضغطا متواصلا على مرمى ياسين بونو. وشكل مراد باتنة في الجهة اليسرى سما حقيقيا بالنسبة لخط دفاع الوداد، حيث كانت تسرباته، إلى جانب تحركات كل من جمال العبيدي، وعبدالمنعم الحجاوي، وكذلك الفاتحي، مصدر خطورة دائمة على المعترك الودادي. وهكذا خلق الأكاديريون عدة فرص محققة، قبل أن يتمكنوا، في حدود الدقيقة 19، وإثر كرة ثابتة، من خداع خط الدفاع والحارس الوداديين. فالعبيدي عند تنفيذه لضربة خطأ يسار المعترك الودادي، قام بحركة تمويهية، وبدل أن يقذف الكرة مررها الى زميله أحمد الفاتحي الذي أسكنها في الشباك. وإثر تسجيل هذا الهدف، حاول الزوار العودة في المباراة، وتمكنوا من خلق بعض الفرص المحققة بواسطة الحواصي، ثم إثر رأسية لمويتيس الذي أضاع هدفا محققا. لكن عموما تمكن خط الدفاع الأكاديري، رغم غياب حيسا من أداء مهمته على أكمل وجه، وذلك بفعل تألق الحارس بوخريص الذي كان موفقا في صد الكرات العالية، دون نسيان دور العميد عبدالعالي الشجيع الذي عوض حيسا في مركزه ونجح في هذا التعويض. خلال الشوط الثاني، بادر مدرب الوداد دو كاستيل إلى إ قحام كل من ياجور وأجدو، اللذين عوضا مويتيس وباسكال. وقد ساهم هذا في الزيادة من خطورة الخط الأمامي للوداد، والذي كاد أن يسجل هدف التعادل في أكثر من مناسبة، وذلك بواسطة الحواصي الذي مرر كرة خطيرة نحو المعترك وجدت الشجيع الذي أبعد الكرة الى نقطة الزاوية. ومحاولة أخرى لياجور الذي أفلت من الرقابة الدفاعية لينفرد بالحارس بوخريص. لكن هذا الأخير تمكن من إنقاذ الموقف وإبعاد الكرة. وعموما فالسيطرة خلال هذا الشوط كانت للوداد، وقابلتها استماتة دفاعية للمحليين الذين لعبوا بقتالية كبيرة. هذا دون نسيان دور الجمهور الذي حضر بكثافة بعد أن أضرب عن التشجيع لعدة دورات. وقد بعثت هذه العودة مجددا الروح والحرارة في مدرجات ملعب الإنبعاث، وهو ما انتبه له لاعبو الحسنية الذين قاموا عند نهاية المباراة بتحية هذا الجمهور الذي يريد، كما تقول اللافتة التي رفعها، التوقيع على «عودة تبقى في البال»، وهي العودة التي، ربما، بدأت مؤشراتها أمام الوداد. ونشير الى أن هذه المباراة عرفت مشاركة عادل الماتوني الذي عاد الى فريقه الأم بعد فترة بالوداد الفاسي. كما شارك كاحتياطي في هذه المباراة اللاعب طارق السعدي الذي تم استقدامه من شباب المسيرة.