تعادل فريق الوداد البيضاوي أمام ضيفه النادي القنيطري ليلة الجمعة الماضية، برسم الدورة 24 من بطولة النخبة أمام جماهيره العريضة التي ملأت جنبات المركب الرياضي محمد الخامس، بهدفين لمثلهما (2/2)، في لقاء عرف حضورا قويا وانتفاضة للقنطريين، الذين كانوا على وشك من إعادة الكَرَّة مثلما فعلوا بالجديدة أمام الدفاع في ليلة بادرة... دخلت عناصر فريق الوداد المباراة عازمة على تحقيق الفوز أمام الكاك، بغية تعزيز مكانتها بالصدارة، وتوسيع الفارقعن الفرق المنافسة كالرجاء والكوكب المراكشي.. في بداية المباراة حاول لاعبو الوداد خلق هجومات ومباغثة الزوار، لكنهم لم يفلحوا في العديد من المناسبات، بعد أن فاجأتهم خطة مدربهم السابق الأرجنتيني أوسكار فيلوني الذي قلب الموازين، وغير خطة الكاك بعد اعتماده على لاعبين شبان، حيث أغلقت كل المنافذ، وتعزز خط الوسط، إلى جانب تحصين الدفاع، مما أربك حسابات لاعبي الوداد، الذين اعتمدوا على الأجنحة والتسديد من بعيد، ورغم الحضور الجيد لفوزي عبد الغني وأيت العريف الذي فعل كل شيء في إحدى المحاولات، لكن الدفاع المستميت لفارس سبو كان حاضراً بقوة الى جانب الحارس مُوَيّح الذي لفت الأنظار من خلال تدخلاته الناجحة وإبعادة الخطر عن مرماه في جل المحاولات الودادية. ورغم الضغط الودادي والمحاولات الهجومية، فإن تراجع لاعبي دفاع النادي القنيطري كان ناجحاً، مع اعتماد الضيف القنيطري أيضاً على المرتدات التي كانت إحداها أن تخلق المفاجأة، لولا تدخل الحارس نادر لمياغري كعادته، لتنتهي الجولة الأولى بنتيجة البياض. الجولة الثانية عرفت نفس الإيقاع، حيث بادر أشبال الزاكي للهجوم من جديد بحثاً عن هدف لكسب الامتياز، وإرضاء الجماهير العريضة التي طالبت منذ انطلاق المباراة بالتهديف، إلا أن الحظ عاكسهم، بعدما اصطدموا بخصم ظهر بوجه مغاير، عن الوجه الذي ظهر به منذ بداية الموسم، وكاد أن يكون ضمن الأندية التي ستودع لامحالة أقسام الصفوة... وتمكن أيضاً من بلوغ مرمى الوداد في الدقائق الأولى من هذا الشوط بواسطة اللاعب هشام العروي... هدف زاد من حماس أصحاب الأرض، وبادروا للبحث عن تعديل الكفة، وقد قام الزاكي بتغيير بعدما أقحم المهاجم مصطفى بيضوضان مكان فوزي عبد الغني على أساس ضخ دم جديد على مستوى الخط الأمامي للوداد، هذا التغيير كان له الوقع الحسن للقلعة الحمراء، من خلال توقيع بيضوضان، هدف التعادل مباشرة بعد دخوله بخمس دقائق (د 63). أيضاً تم إقحام باسكال مكان أيوب اسكوما لمساندة بيضوضان وآيت العريف، والضغط من جديد للخروج بثلاث نقط، من خلال إضافة هدف ثان، وهو ما تأتى للوداد بواسطة الكونغولي مويتيس (د 75) بضربة رأسية بعد تلقيه كرة في العمق من تسديدة زاوية برجل زميله أجدو. وهو الهدف العاشر في هذا الموسم لمويتيس في ست عشرة مباراة. هدف أشعل فتيل المدرجات، وزاد من حماس الجماهير وكذا اللاعبين. لكن الضيف الغرباوي لم يهدأ له البال، ولم يستسلم بل ناور من جديد بحثا عن تعديل الكفة للعودة إلى القنيطرة بنقطة واحدة ثمينة، وهو ما تأتى له بواسطة أبو بكار كوليبالي (د 82) بعد تلقيه الكرة من تسديدة نصف هوائية داخل المعترك، وبضربة رأسية قوية استطاع أن يهزم نادر لمياغري الذي لم يحالفه الحظ في إبعاد الكرة لتستقر في شباكه، معلنا عن التعادل. ورغم المحاولات الودادية في البحث عن هدف الامتياز، فالنتيجة لم تتغير، وعاد الكاك بنقطة واحدة من مركب محمد الخامس، وأمام جماهير ودادية مناصرة عريضة، وتعادل بطعم الفوز على متزعم بطولة الوداد. وقد خرجت الجماهير الودادية غاضبة، محتجة بقوة حول ضياع نقطتين، منها من حملت المسؤولية للمدرب الزاكي، منها من حملها للاعبين الذين تهاونوا في الأداء.. كما تخوف العديد من الجمهور الودادي أيضاً من عدم تحقيق اللقب في ظل هذه النتائج ومع اقتراب وزحف المطارد الرجاء الى جانب الكوكب الذي يسير في صمت نحو المقدمة، وربما ستخلف المفاجآت نهاية الموسم الحالي، الذي تفصله ست مباريات. وهناك لقاءات قادمة ستحسم لامحالة في اللقب، وبات من الضروري تحمل المسؤولية وعدم الاستسلام...