تميز يوم 8 ماي بفرنسا باعتباره يوما للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية بفرنسا .وحضر هذا الحفل رئيسان لفرنسا ،الرئيس المنتهية صلاحيته نيكولا ساركوزي والرئيس المنتخب فرنسوا هولند. وهي المناسبة التي يظهر فيها الرئيسان قبل حفل تسليم السلط يوم 15 ماي بقصر الإليزيه. ليقوم بعد ذلك الرئيس الجديد بزيارة لألمانيا حيث تنتظر الطرفين ملفات شائكة وخلافات حادة . طبعا الرئيس الجديد سوف يأخذ العديد من القرارات الرمزية قبل حصوله على الاغلبية التشريعية من خلال ظهير، وهي قرارات تتعلق بالمنحة الدراسية للعائلات في الدخول المقبل والتقاعد في سن 60 للأشخاص الذين قضوا أكثر من 41 سنة في العمل وتجميد اسعار الوقود خلال ثلاثة أشهر، وهي كلها قرارات رمزية يريد الرئيس الجديد أن يبدأ بها ولايته الجديدة. روبير بدانتير وزير عدل فرنسوا ميتران الذي كان وراء إلغاء عقوبة الإعدام بفرنسا، صرح أن أكبر قرار على فرنسوا هولند الرئيس الجديد اتخاذه بسرعة ،وهو ذو طابع رمزي، هو منح تصويت الأجانب في الانتخابات المحلية. وأضاف أنه لا يعقل أن اشخاصا يقيمون بيننا ويؤدون الضرائب ولا يشاركون في الانتخابات المحلية. طبعا مباشرة بعد انتخاب الرئيس الجديد بدأت المشاورات حول تشكيل الحكومة وبدأت وسط باريس مختلف المقاربات حول الوزير الاول المقبل ،وما إذا كانت مارتين اوبري الكاتبة الاولى للحزب إحدى الشخصيات المرشحة لهذا المنصب .ويبدو أن جون مارك ايون رئيس الفريق الاشتراكي هو المرشح الاكثر حظوظا لهذا المنصب بالإضافة الى التخمينات حول الوزراء المقبلين للحكومة والحقائب الاساسية ،وقد تضاربت الانباء حول الاسماء. لكن الرئيس الجديد قطع كل هذه الشائعات بتصريحه ان الوزير الاول سيتم الإعلان عن اسمه يوم 15 ماي أي بعد تأكيد النتائج من طرف المجلس الدستوري. طبعا لكي يطبق الرئيس برنامجه السياسي الذي وعد به أثناء الانتخابات الرئاسية، لا بد له من أغلبية برلمانية وانتظار الانتخابات التشريعية في شهر يونيو من أجل تأكيد هذا الانتصار ،وهو ما يعني أن الانتصار ليس كاملا في انتظار حصل اليسار على أغلبية. بعض استطلاعات الرأي بينت تردد الرأي العام الفرنسي في إعطاء هذه الأغلبية الى الرئيس الجديد. المعارضة الجديدة أي اليمين الكلاسيكي تردد أنه ليس عاديا ان تكون كل السلط للاشتراكيين من البلديات والمجالس الى الغرفة الثانية والغرفة الاولى. الانتخابات التشريعية أيضا لكن تكون سهلة خاصة بالنسبة لليمين ،فهناك ثلاث قوى أساسية اليوم سوف تأخذ هذه الانتخابات وهي اليمين واليمين المتطرف واليسار، مما سوف يعقد الخريطة السياسية بفرنسا سواء بالنسبة لليمين أو بالنسبة لليسار. هذا على المستوى الداخلي ،أما على المستوى الخارجي ،فإن الرئيس الجديد سوف يزور بعد تعيينه بشكل رسمي ألمانيا لرؤية أنجيلا ماركيل من أجل تقريب الخلافات بينهما حول عدد من القضايا خاصة قضية الاتفاق الاوربي الجديد ومسألة النمو بدل التركيز على التقشف لوحده كما دعت لذلك انجيلا مركيل .بعدها سوف يشارك الرئيس الجديد في قمة الثمانية من أجل رؤية الرئيس الامريكي للنقاش حول قضية الانسحاب من افغانستان وعلاقة فرنسا مع الحلف الاطلسي .طبعا المشاكل والقضايا التي تنتظر الرئيس الجديد كثيرة، سواء بالداخل أو بالخارج. لكن مصير هذه الاوراش الكبرى مرتبط بالانتخابات التشريعية المقبلة في شهر ماي المقبل، فإذا لم يتمكن من الحصول عليها لن يطبق أي جزء من برنامجه الانتخابي والسياسي.