مع اقتراب يوم الحسم في الانتخابات الرئاسية الفرنسية يوم السادس من ماي المقبل ،ازدادت حدة الحملة وحدة الكلمات المستعملة في هذه الحملة بين المرشحين المؤهلين لدور الثاني ،الرئيس المنتهية ولايته وممثل اليمين في الانتخابات نيكولا ساركوزي والمرشح الاشتراكي فرنسوا هولند. كان أعنفها حول قضية دومينيك ستراوس الذي اتهم ساركوزي بالتآمر عليه، وكذلك مطالبة ساركوزي بتقديم توضيح حول الأموال التي حصل عليها من القذافي بمناسبة الانتخابات الرئاسية السابقة. نيكولا ساركوزي الخاسر في هذه الانتخابات ،يصرح أن الاستطلاعات خاطئة ويقوم بحملة قوية عبر كل التراب الفرنسي ،سواء من خلال عقد تجمع كبير يوميا والزيارات الميدانية لكل المدن والاستجابة لكل طلبات الحوار الصحفية سواء للإذاعات ،التلفزة والصحف والمجلات سواء الوطنية أو المحلية، أملا في تغيير الوضعية. فرنسوا هولند الذي اصبح متأكدا من فوزه بهذه الانتخابات الرئاسية يقوم بحملة مكثفة هو الآخر، لكنه يتجنب أخذ مواقف قد تعطي ناخبين الى منافسه الذي اقترح عليه ثلاث مواجهات تلفزية ، وهو ما رفضه المرشح الاشتراكي حتى لا يعطي فرصا أكثر لخصمه لتحسين وضعيته لدى الفرنسيين، الذين أصبح أغلبهم يحن الى التناوب وطي صفحة ساركوزي. المرشحان معا يجريان وراء 18 في المائة من الاصوات التي حققها اليمين المتطرف المعادي للأجانب بفرنسا وخاصة للمسلمين في الدور الاول من هذه الانتخابات . فمرشح اليمين الذي يراهن كثيرا على هذه الاصوات وعد بالحد من الهجرة والتعامل معها بصرامة ،وهو موضوع كرره في جميع تجمعاته الانتخابية كما كرر موقفه الرافض لمشاركة الاجانب غير الأوربيين في الانتخابات البلدية، كما ادعى أن المثقف الإسلامي السويسري طارق رمضان يقوم بالحملة لصالح المرشح الاشتراكي، وهو ما كذبه المعني بسرعة .هذا الضغط والمزايدات التي تريد إبراز فرنسوا هولند كمرشح للمسلمين جعلت المرشح الاشتراكي الذي يقترب من الفوز يذهب الى التأكيد على أنه سوف يحد من الهجرة الاقتصادية في ظل الأزمة، وأنه سوف يكون ضد استعمال البرقع والنقاب في الأماكن العمومية رغم أنه لم يصوت لصالح هذا القانون في البرلمان الفرنسي عندما قدمته أغلبية ساركوزي سنة 2010، بعد أن رفض هولند الإجابة عن سؤال بالقناة الثانية «هل عدد الاجانب كثير بفرنسا؟ « وهو الشعار الذي يردده اليمين المتطرف الشعبوي وكذلك مرشح اليمين نيكولا ساركوزي بأن فرنسا تضم عددا كبيرا من الاجانب .هذا الضغط على مرشح اليسار مارسه أيضا هذا الاسبوع عدد من المقربين من اليمين، حيث ادعوا أن 70 مسجدا بفرنسا دعت الى التصويت على مرشح اليسار في الدور الاول حسب مجلة ماريان، مما جعل ايريك سيوتي احد اعضاء فريق حزب ساركوزي يصدر بيانا يقول فيه « إنه على الاسلام كباقي الديانات بفرنسا عدم التدخل في الحياة السياسية والنداء بالتصويت لأحد المرشحين وهو ما يمس بمبدأ اللائكية.» حسب نفس البيان طبعا، الانباء المؤكدة أن عددا من المساجد والائمة طالبت بالمشاركة المكثفة والتصويت في الانتخابات الرئاسية دون الاشارة الى أي مرشح بالاسم وذلك لنسبة المشاركة الضعيفة وسط المغاربيين والمسلمين بصفة عامة وهو ما يجعل استعمالهم سهلا كأكباش فداء في هذه الانتخابات عكس باقي الأقليات الدينية والثقافية الاخرى بفرنسا التي لا يتجرأ أغلب المرشحين على المس بها وبمصالحها. هجوم اليمين على هذه الأقلية يعود بالأساس الى أن أغلب الدراسات حول توجه التصويت داخل هذه الاقلية تيثبت أنها تصوت لليسار مما يجعل اليمين يستهدفها خاصة اليمين المتطرف الذي تحول من العداء الى اليهود والسامية بصفة عامة الى التركيز اليوم على كراهية المسلمين على الخصوص من خلال خطاباته وكتاباته.