هي الفكرة في حد ذاتها جميلة، لما لها من إيجابيات حول أداء مناسك العمرة بالديار المقدسة، بداية من المدينةالمنورة لغاية الحرم المكي، والتي سنتها إحدى جمعيات متقاعدي بعض المؤسسات المصرفية بالدار البيضاء. وكانت النسخة الثالثة بداية شهر أبريل الماضي، كرحلة مقسمة إلى ثلاثة أفواج، حيث أقلعت الطائرة الأولى السبت 7 أبريل عبر إسطنبول، والثانية الأحد، ثم الثالثة الاثنين الموالي. وقد بلغ عدد المستفيدين والمستفيدات من هذه الرحلة 350 فرداً. إلا أن الرحلات الثلاث تختلف نوعاً ما، بخصوص الرحلات التي تنطلق من مطار إسطنبول/ تركيا، حيث عانى الفوج الثاني في البداية من خلال الانتظار الطويل بهذا المطار، لحوالي ست ساعات، عوض أربع، كما كان مبرمجاً من طرف الجمعية والوكالة المكلفة بالأسفار، ظهر العياء على كل المسافرين والمسافرات في ليلة لن تنسى، كما زادت المعاناة بتنقيل هؤلاء، خصوصاً المسنين، من نقطة لأخرى، وبمطار شاسع، ومنهم من هو محمل ببعض الأمتعة، الشيء الذي دفع العديد من الناس للاحتجاج حول الطريقة التي عوملوا بها من طرف بعض ممثلي الطيران التركي وكذا رجال الأمن. ومنذ الوصول لمطار إسطنبول في حدود الساعة الثامنة ليلا، بعد إقلاع الطائرة من مطار محمد الخامس في الساعة الواحدة والنصف زوالا، تمكن المسافرون والمسافرات من ركوب الطائرة التي ستقلهم إلى المدينةالمنورة في حدود الساعة الثانية صباحا، وبعد 45 دقيقة، أقلعت صوب الديار السعودية، وكانت الساعة تشير للخامسة و 40 دقيقة فجراً من يوم الاثنين 9 أبريل. لتبدأ معاناة جديدة مع أفراد أمن مطار المدينة الذين ساهموا في مضاعفة قلق أصحاب الرحلة المتعبة من خلال معاملاتهم اللاإدارية، وبدون احترام الضيوف المغاربة، كان أحدهم يتناول «الزريعة » أمام أعين الجميع، ويمشي ويتحرك كأنه في نزهة غير مبال بآدميين حجوا لبيت الله الحرام، وعبر رحلة شاقة لم يذوقوا طعم النوم طيلة ليلة وعشية. وكانت آخر المعاناة بمطار جدة، ليلة السبت 22 أبريل، وذلك من خلال السفر والعودة للمغرب عبر إسطنبول، حيث انتظر الفوج الثاني بمطار جدة حوالي خمس ساعات إلا ربعا، وبمطار تركيا لم يفق الانتظار ساعتين وعشرين دقيقة.